تشويه مظاهر إسلامية في معرض سوفكس...ما الخطوة التالية؟!
2014-05-12
معرض سوفكس للعمليات الخاصة والمعدات العسكرية أطلق أول أمس في العاصمة الأردنية عمان.
كان من الملفت للنظر الصور التي عُرضت لـعملية من العمليات الخاصة "البطولية": مُختطفون "إرهابيون" ملتحون و"إرهابيات": إحداهما منقبة والأخرى مرتدية لغطاء الرأس...حيث يختطف هؤلاء "الإرهابيون" رهائن أجانب، فتقوم القوات الخاصة بــ"بطح" هؤلاء أرضا وتخليص الأجانب منهم!
وتناقلت المواقع الإخبارية هذه الصور بشكل اعتيادي جداً جداً !!
تزدحم الأفكار والكلمات ويعجز اللسان عن وصف مدى الاستياء من هذا التحدي لمشاعر المسلمين وهوية البلد الإسلامية.
هنا سيقفز من يقول لك: (هل تنكر أن هناك "تطرفا" في البلد؟)...سؤال سطحي ساذج يهمل الأسباب الحقيقية للظواهر.
أنكرنا ولا زلنا ننكر الغلو، وبالأدلة الشرعية، وندعو إلى توازن الإسلام، فلا يزايدْ علينا أحد في ذلك.
لكن من حقنا أن نسأل أسئلة مهمة:
1. ما هي الأسباب الحقيقية للغلو؟ أليس تعطيل الشريعة في بلاد المسلمين وحرمان الناس من عدلها ورحمتها هو السبب الأساس؟ عندما نرى الفقر والغلاء واحتكار ثروات البلاد لصالح ثلة قليلة، مع تأخر سن الزواج والفجور في الإعلام وتأجيج غرائز الشباب بمظاهر المجون...أليست هذه بيئة مناسبة جدا لظهور الغلو؟ ومن الـمُلام حينئذ؟!
عندما ينتشر في بلد صغير كالأردن 23 باراً، و27 ملهى ونادياً ليلياً، و8 ديسكوهات (كما في تقرير وزارة السياحة)، عدا عن مئات محلات بيع الخمور ومحلات الإنترنت التي تعج بالفساد للمراهقين، وكله تحت الحماية الرسمية، في بلد يدين أهله بالإسلام الذي يأمرهم بالغيرة على حرمات الله تعالى...
عندما تتواجد في بلد كالأردن مراكز لتدريب قوات في بلاد مجاورة ليس مهمتها أبدا نصرة المسلمين ولا مقاومة المحتل!
عندما نرى كل فترة تدريبات مشتركة مع الأمريكان الذين عروا الرجال في أبو غريب ودنسوا المصاحف في غوانتانامو وأحرقوا أبناء المسلمين في أفغانستان وهدموا عليهم بيوتهم في العراق ومكنوا فيها لمن يغتصب الحرائر في السجون صباح مساء!
عندما نرى انتشار الإلحاد في الجامعات والتشكيك في الدين على أيدي بعض مدرسي المواد الإنسانية والفلسفية...
عندما يرى الشبابُ هذا كله فيحسون بالقهر وامتهان الكرامة مع تغييب العلماء الذين يوجهون
طاقات الشباب الوجهة النافعة...
هل يصبح المطلوب حينها "الاستبسال" في القضاء على ردود الفعل و"التنقيب" عن "الخلايا الإرهابية"؟! أم إصلاح الأوضاع المعوجة التي تُوَلد سخط الله وهلاك المجتمعات بالإضافة إلى الغلو؟
أليس من يقع في الغلو هو أحد ضحايا هذه الأوضاع الشاحنة للنفوس؟ فهل من الشجاعة قمع الضحية وإقرار الجاني والسكوت عنه؟!
لم يؤد عمل مادي في هذا البلد إلى إزالة منكر، بل إلى عرقلة الدعوة والزج بمئات الشباب في السجون. وليس لأهل الحق شوكة يقيمون بها شريعة الله تعالى. لكن مع ذلك ليس من الدين ولا من المروءة ترك إنكار هذه المنكرات باللسان والتبرؤ منها، والانشغال عنه بإنكار ردود الفعل عليها، والتعامي عن أعداء الأمة الحقيقيين الذين يسومونها سوء العذاب.
2. ليس إيذاء السياح واعتقال الرهائن ظاهرة في الأردن. بينما سرقة السيارات، وتجارة المخدرات ظواهر موجودة وتؤذي المجتمع بالفعل...
ثم نود التذكير بأن لنا أرضا محتلة! وإن بارك أصحاب القرار لمحتلها فها هو قد قتل أحد "أبناء الوطن" أثناء سفره إلى أهله، كما نود التذكير بأن لنا جيران سوء يعتقلون العديد من "أبناء الوطن"!!!
فلماذا الانشغال عن هذه المآسي الكبرى بظاهرة غير موجودة أصلا؟!
أم أن هذه التدريبات ليست للتنفيذ داخل الأردن؟
هل هذا ما تنتظره الأم المسلمة والأب المسلم؟ أن يروا أبناءهم يستعرضون على "الإرهابيين" المفترضين، أم على من يهددون مجتمعهم ودينهم وممتلكاتهم بالفعل؟
3. لو جاء نقد بعض الملتحين والمنتقاب لأفعال خاطئة ممن يُعلم عنه الحرص على صورة الإسلام لكان يمكن حملها على محمل حسن. لكن عندما لا يُحث على الالتزام ولا يُرَغَّب فيه في وسائل الإعلام بل تُعلق قلوب الشباب والفتيات بالمغنين والممثلين والمغنيات والمتعريات، ثم لا يأتي الذكر على أصحاب المظهر الإسلامي إلا في هذا السياق السيئ! فليس إلا التشويه إذن!
لا ينبغي أن يُسكت عن هذه الإساءة في المعرض. وإن مرت دون استنكار فقد نرى بعدها دعايات فيلم (الإرهابي) بــ"أبطال" أردنيين معروضة في الشوارع! ولنتذكر أنه في مصر مثلا، اتُّخذ انتقاد المنتسبين للعمل الإسلامي ذريعة في النهاية لانتقاد أحكام الدين نفسه والسخرية منها وتغييب هوية البلاد الإسلامية شيئا فشيئا. فاللهم إنا نبرأ إليك من هذا التشويه ونسألك أن تمن على المسلمين بخلافة تُعظم فيها شعائر دينك وينعم فيها الناس بعدل الإسلام ورحمته وتتحرر فيها بلاد المسلمين من التبعية.
والسلام عليكم ورحمة الله.
2014-05-12
معرض سوفكس للعمليات الخاصة والمعدات العسكرية أطلق أول أمس في العاصمة الأردنية عمان.
كان من الملفت للنظر الصور التي عُرضت لـعملية من العمليات الخاصة "البطولية": مُختطفون "إرهابيون" ملتحون و"إرهابيات": إحداهما منقبة والأخرى مرتدية لغطاء الرأس...حيث يختطف هؤلاء "الإرهابيون" رهائن أجانب، فتقوم القوات الخاصة بــ"بطح" هؤلاء أرضا وتخليص الأجانب منهم!
وتناقلت المواقع الإخبارية هذه الصور بشكل اعتيادي جداً جداً !!
تزدحم الأفكار والكلمات ويعجز اللسان عن وصف مدى الاستياء من هذا التحدي لمشاعر المسلمين وهوية البلد الإسلامية.
هنا سيقفز من يقول لك: (هل تنكر أن هناك "تطرفا" في البلد؟)...سؤال سطحي ساذج يهمل الأسباب الحقيقية للظواهر.
أنكرنا ولا زلنا ننكر الغلو، وبالأدلة الشرعية، وندعو إلى توازن الإسلام، فلا يزايدْ علينا أحد في ذلك.
لكن من حقنا أن نسأل أسئلة مهمة:
1. ما هي الأسباب الحقيقية للغلو؟ أليس تعطيل الشريعة في بلاد المسلمين وحرمان الناس من عدلها ورحمتها هو السبب الأساس؟ عندما نرى الفقر والغلاء واحتكار ثروات البلاد لصالح ثلة قليلة، مع تأخر سن الزواج والفجور في الإعلام وتأجيج غرائز الشباب بمظاهر المجون...أليست هذه بيئة مناسبة جدا لظهور الغلو؟ ومن الـمُلام حينئذ؟!
عندما ينتشر في بلد صغير كالأردن 23 باراً، و27 ملهى ونادياً ليلياً، و8 ديسكوهات (كما في تقرير وزارة السياحة)، عدا عن مئات محلات بيع الخمور ومحلات الإنترنت التي تعج بالفساد للمراهقين، وكله تحت الحماية الرسمية، في بلد يدين أهله بالإسلام الذي يأمرهم بالغيرة على حرمات الله تعالى...
عندما تتواجد في بلد كالأردن مراكز لتدريب قوات في بلاد مجاورة ليس مهمتها أبدا نصرة المسلمين ولا مقاومة المحتل!
عندما نرى كل فترة تدريبات مشتركة مع الأمريكان الذين عروا الرجال في أبو غريب ودنسوا المصاحف في غوانتانامو وأحرقوا أبناء المسلمين في أفغانستان وهدموا عليهم بيوتهم في العراق ومكنوا فيها لمن يغتصب الحرائر في السجون صباح مساء!
عندما نرى انتشار الإلحاد في الجامعات والتشكيك في الدين على أيدي بعض مدرسي المواد الإنسانية والفلسفية...
عندما يرى الشبابُ هذا كله فيحسون بالقهر وامتهان الكرامة مع تغييب العلماء الذين يوجهون
طاقات الشباب الوجهة النافعة...
هل يصبح المطلوب حينها "الاستبسال" في القضاء على ردود الفعل و"التنقيب" عن "الخلايا الإرهابية"؟! أم إصلاح الأوضاع المعوجة التي تُوَلد سخط الله وهلاك المجتمعات بالإضافة إلى الغلو؟
أليس من يقع في الغلو هو أحد ضحايا هذه الأوضاع الشاحنة للنفوس؟ فهل من الشجاعة قمع الضحية وإقرار الجاني والسكوت عنه؟!
لم يؤد عمل مادي في هذا البلد إلى إزالة منكر، بل إلى عرقلة الدعوة والزج بمئات الشباب في السجون. وليس لأهل الحق شوكة يقيمون بها شريعة الله تعالى. لكن مع ذلك ليس من الدين ولا من المروءة ترك إنكار هذه المنكرات باللسان والتبرؤ منها، والانشغال عنه بإنكار ردود الفعل عليها، والتعامي عن أعداء الأمة الحقيقيين الذين يسومونها سوء العذاب.
2. ليس إيذاء السياح واعتقال الرهائن ظاهرة في الأردن. بينما سرقة السيارات، وتجارة المخدرات ظواهر موجودة وتؤذي المجتمع بالفعل...
ثم نود التذكير بأن لنا أرضا محتلة! وإن بارك أصحاب القرار لمحتلها فها هو قد قتل أحد "أبناء الوطن" أثناء سفره إلى أهله، كما نود التذكير بأن لنا جيران سوء يعتقلون العديد من "أبناء الوطن"!!!
فلماذا الانشغال عن هذه المآسي الكبرى بظاهرة غير موجودة أصلا؟!
أم أن هذه التدريبات ليست للتنفيذ داخل الأردن؟
هل هذا ما تنتظره الأم المسلمة والأب المسلم؟ أن يروا أبناءهم يستعرضون على "الإرهابيين" المفترضين، أم على من يهددون مجتمعهم ودينهم وممتلكاتهم بالفعل؟
3. لو جاء نقد بعض الملتحين والمنتقاب لأفعال خاطئة ممن يُعلم عنه الحرص على صورة الإسلام لكان يمكن حملها على محمل حسن. لكن عندما لا يُحث على الالتزام ولا يُرَغَّب فيه في وسائل الإعلام بل تُعلق قلوب الشباب والفتيات بالمغنين والممثلين والمغنيات والمتعريات، ثم لا يأتي الذكر على أصحاب المظهر الإسلامي إلا في هذا السياق السيئ! فليس إلا التشويه إذن!
لا ينبغي أن يُسكت عن هذه الإساءة في المعرض. وإن مرت دون استنكار فقد نرى بعدها دعايات فيلم (الإرهابي) بــ"أبطال" أردنيين معروضة في الشوارع! ولنتذكر أنه في مصر مثلا، اتُّخذ انتقاد المنتسبين للعمل الإسلامي ذريعة في النهاية لانتقاد أحكام الدين نفسه والسخرية منها وتغييب هوية البلاد الإسلامية شيئا فشيئا. فاللهم إنا نبرأ إليك من هذا التشويه ونسألك أن تمن على المسلمين بخلافة تُعظم فيها شعائر دينك وينعم فيها الناس بعدل الإسلام ورحمته وتتحرر فيها بلاد المسلمين من التبعية.
والسلام عليكم ورحمة الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق