الصفحات

الجمعة، 3 أغسطس 2012

صدمة للمسيئين... سباق في الغرب على اعتناق الإسلام

صدمة للمسيئين... سباق في الغرب على اعتناق الإسلام

الاحصائيات وردود الأفعال التي تناقلتها وسائل الإعلام بعد عرض فيلم "فتنة" وإعادة نشر الرسوم المسيئة إنما باتت تؤكد حقيقة ساطعة مفادها أنه مع كل هجوم يشنه الغرب على الإسلام يزداد شوق الأوروبيين والأمريكيين للتعرف على الدين الحنيف وسيرة النبي الكريم، فلم تكد تمر ساعات على قيام النائب اليميني الهولندي المتطرف جيرت فيلدرز بعرض فيلمه "فتنة" المسيء للإسلام والقرآن الكريم، إلا وكشفت صحيفة (دي تليجراف) الهولندية أن نتائجه جاءت عكس ما كان يهدف ويتوقع تماما، إذ أشهر ثلاثة هولنديين إسلامهم بعدما شاهدوا عبارة ينتهي بها الفيلم تقول: "أوقفوا أسلمة أوروبا".

ولم يقتصر الأمر على هذا، بل إن الفيلم الذي بدأ عرضه على شبكة الإنترنت في 27 مارس الماضي ويربط بين الهجمات التي وقعت في الغرب منذ أحداث 11 سبتمبر وآيات من القرآن الكريم نتج عنه أيضا إقبال آلاف الهولنديين على المكتبات في أمستردام لشراء المصاحف الإلكترونية المترجمة مما أدى إلى نفادها من الأسواق بعد ساعات قليلة من عرضه.

وفي السياق ذاته، أعلن الفاتيكان في 31 مارس وبعد أربعة أيام فقط من عرض الفيلم المسيء أن عدد المسلمين فاق الكاثوليك ليصير أتباع الإسلام الأكثر في العالم، ووفقا للمونسنيور فيتوريو فورمينتي الذي أعد كتاب الإحصائيات السنوي لعام 2008 فإن المسلمين يشكلون حاليا 19.2 في المائة من سكان العالم، مقابل 17.4 في المائة للكاثوليك، قائلا لصحيفة الفاتيكان (لوزرفاتوري رومانو): "للمرة الأولى في التاريخ لم نعد في القمة، المسلمون تجاوزونا، بينما يبدو عدد الكاثوليك بالنسبة لسكان العالم ثابتا تقريبا فإن عدد المسلمين يزداد يوما بعد يوم".

أما في الدنمارك التي أعادت صحفها في 13 فبراير الماضي نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم التي كانت نشرتها صحيفة (يولاندس بوستن) عام 2006، فقد أكدت صحيفة (البوليتيكن) الدنماركية في مطلع إبريل أن عدد الدنماركيين الذين يعتنقون الدين الإسلامي يتزايد يوماً بعد آخر وأن مواطنا دنماركيا واحدا على الأقل يختار اعتناق الدين الإسلامي يوميا كما أن عدد الدنماركيين الذين تحولوا للإسلام منذ نشر الرسوم المسيئة تجاوز خمسة آلاف دنماركي، وبعد:

إعادة نشرها بات عدد المعتنقين الجدد للإسلام في البلاد يتراوح ما بين خمسة وعشرة دنماركيين في الأسبوع الواحد معظمهم من الشباب.

وفي إطار ردود الأفعال على إعادة نشر الرسوم المسيئة، اعتنق مسيحي فلبيني أيضا الإسلام عندما سمع أخبار الإساءة للرسول الكريم، وذكرت صحيفة (الوطن) السعودية في مارس الماضي أن الفلبيني تساءل: "لماذا يحدث ذلك دائما رغم أن المسلمين لايسبون الأديان الأخري وأعلن اعتناقه الإسلام وأطلق علي نفسه اسم أبو بكر ".

كما كشفت صحيفة (ديلي تليجراف) البريطانية في 26 مارس الماضي أن عدد مرتادي المساجد في بريطانيا تفوق على نظيره بالكنائس في كل من انجلترا وويلز، محذرة من أنه إذا استمرت هذه الميول فإن مرتادي الكنائس لحضور صلوات الأحد سيتراجع إلي 678 ألف مصل بحلول عام 2020، ومع هذا العام سيرتفع عدد المسلمين الذين يرتادون الجوامع لأداء صلاة الجمعة إلي 683 الفا.

تحذيرات للايطاليات من زواج المسلمين:

وفي مارس الماضي، ظهرت وثيقة موقع عليها من أكثر من 20 من الكرادلة الكاثوليك تحذر الإيطاليات من الزواج من مسلمين لما لذلك من أثر على تزايد أعدادهم في البلاد بشكل يقترب من مليون مسلم.

كما طالبت أجهزة استخبارات أوروبية ووزارات العدل بدول الاتحاد الأوروبي بوضع إجراءات جديدة من شأنها وضع صعوبات وعقبات أمام زواج الأوروبيات بشباب من المسلمين، تحت شعار "حماية الأوروبيات من الوقوع في براثن التطرف والإرهاب".

واستند مطلب أجهزة الاستخبارات الأوروبية وعلى رأسها الفرنسية والبريطانية والبلجيكية إلى أن آلاف الأوروبيات يسارعن إلى اعتناق الإسلام بعد زواجهن من مسلمين وأنهن يقعن تحت إغراءات غامضة يقدمها المسلمون.

تلك الادعاءات العنصرية، يعتبرها الدكتور أحمد المجدوب، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر، دليلا على تنامي الخوف الأوروبي من التأثير الروحاني والعقائدي للدين الإسلامي لمن يقتربون منه، فديننا الإسلامي يوفر الكثير من الراحة النفسية والروحية لمن يعتنقه كما أن هناك دراسات كثيرة تؤكد قدرة أي زوج مسلم على اعتناق زوجته للإسلام لما تجده فيه من استقامة وطهارة وأمانة وقوة روحية، وهو سلاح لن تستطيع أوروبا مواجهته، مدللا على ذلك بأن أكاديمية نرويجية اعتنقت الإسلام بعد زواجها من مسلم وبذل معها أهلها وأصدقائها جهدا لإثنائها عن ذلك إلا أن جميع جهودهم باءت بالفشل.

حتى داخل السجون:

ومن الأمور التي أدهشت الغرب أيضا بعد تكرار الإساءات هو تزايد أعداد المسجونين من السكان الأصليين الذين يعتنقون الإسلام، حيث أنه لم يخطر ببال الغرب يوما أن تنطلق من داخل السجون الأوروبية والأمريكية موجة إسلامية جديدة أقوى من مثيلتها خارج القضبان.

فالتقارير والأبحاث الواردة من السجون الفرنسية في الأسابيع الأخيرة تشير إلى أن الإسلام أصبح الديانة المهيمنة في السجون وأن المسلمين فرنسيين كانوا أم مهاجرين من بلدان إسلامية يشكلون الكثافة الأولى بالسجون على الرغم من أنهم لا يمثلون إلا 10% فقط من نسبة سكان فرنسا، أي أنهم يشكلون أكبر نسبة من نزلاء السجون، وهناك زيادة مستمرة في أعداد المسلمين في السجون الفرنسية، إذ أنه من جملة 61 ألف سجين في فرنسا هناك حوالي 70% من المسلمين.

ووفقا لتلك التقارير أيضا، فإنه على الرغم مما يعانيه المسلمون في السجون الفرنسية من قهر وعنصرية، إلا أنه لا يمر أسبوع واحد إلا ويحضر سجين مسيحي إلى إدارة السجن لمطالبتها بتوفير اللحم الحلال له، وذلك لأنه أصبح مسلماً، كما لوحظ أن عدد معتنقي الإسلام من المسيحيين يزداد في السجون الفرنسية بصورة مطردة، الأمر الذي جعل السلطات هناك تفرض رقابة مشددة على نحو 517 شخصا من المسجونين من أصول إفريقية وآسيوية بالإضافة إلى منع اختلاطهم بالمسجونين من السكان الأصليين.

وفي الولايات المتحدة، ارتفعت نسبة المسجونين المسلمين في السجون الفيدرالية إلى 6% من إجمالي 150 ألف سجين، على الرغم من أن عدد المسلمين في الولايات المتحدة لايتجاوز 5و2 % من إجمالي عدد السكان، وهذا يرجع إلى زيادة الإقبال على اعتناق الإسلام بين المسجونين.

وفي بريطانيا لم يختلف الوضع في شيء عن فرنسا والولايات المتحدة، حيث تضاعف عدد السجناء المسلمين وبات الدين الإسلامي في المرتبة الأولى من حيث سرعة انتشاره بين السجناء، ورغم ادعاء السلطات البريطانية بأن وجود من تسميهم "دعاة متشددين" بين المسجونين هو السبب في هذا، إلا أن البروفيسور ديفيد ويلسون وهو مأمور سجن سابق قام بدراسة حياة 4 آلاف سجين مسلم في بريطانيا وتوصل إلى أنه ليس هناك أي دليل يشهد على وجود مثل هؤلاء الدعاة في السجون البريطانية.

أما في استراليا، فقد أعلنت السلطات هناك أن عدداً من السجناء اعتنقوا الدين الإسلامي منذ فبراير الماضي وأبدت تخوفها مما أسمته "إقبالهم على طروحات إسلامية متطرفة" ، كما كشف رون وودهام محافظ الإصلاحيات والسجون في ولاية نيو ساوث ويلز حيث أكبر سجون استراليا أن العديد من السجناء يعتنقون طول الوقت الدين الإسلامي.

ويجمع المراقبون أن انتشار الإسلام في سجون الغرب بنسبة تصل إلى أكثر من مثيلاتها خارج هذه السجون يرجع إلى ما توفره تعاليم الإسلام العظيم من السماحة والخلق الرفيع بصفة عامة، والمساواة بين البشر بصفة خاصة، بالإضافة إلى أن الأساليب السيئة التي تنتهجها السلطات في تلك الدول تجاه المسجونين المسلمين تكسبهم تعاطفا كبيرا.

إقبال اليهود أيضا على اعتناق الإسلام:

ولعل من اللافت للنظر أيضا في الحملة المسعورة التي يشنها الغرب ضد الإسلام هو تزايد إقبال اليهود علي اعتناق الإسلام، حيث كشفت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية في مارس الماضي أن المنظمات اليهودية الفرنسية أرسلت بتقارير مكثفة إلي الوكالة اليهودية الدولية من أجل التدخل فيما أسمته بالإقبال اليهودي الكبير علي اعتناق الإسلام، بعد أن أكدت الإحصائيات أن 80% ممن دخلوا حديثا في الإسلام من المواطنين الفرنسين كانوا من اليهود وهو الأمر الذي رأت المنظمات اليهودية أنه يهدد كيانهم وبشدة.

وأضافت الصحيفة أن المنظمات اليهودية المتطرفة في فرنسا باتت تتحرش بالمسلمين هناك وتحاول بشتي الطرق النيل منهم، إلا أنه مع هذا فإن كل الجهود المبذولة من قبل المتعصبين اليهود في فرنسا لتحجيم الإسلام لم تسفر عن شيء سوى زيادة أعداد اليهود المعتنقين للإسلام بل إن أحد اليهود الذين أسلموا حديثا أكد لأحد الحاخامات أن قيام المنظمات اليهودية بالتحرش باليهود الذين اعتنقوا الإسلام حديثا لايعني أبدا أن اليهود الفرنسيين خاصة من الشباب سيتوقفون عن دراسة الإسلام والاقتناع به واعتناقه كل ماسيحدث هو أنه وبدلا من إعلان اليهودي الفرنسي عن تغييره لديانته في الوسط الذي يعيش فيه فإنه سيقوم باعتناق الإسلام سرا وعدم الإعلان عن ذلك وسط المجتمع اليهودي الذي يعيش فيه وسيظل منتظراً للفرصة المناسبة لإعلان ذلك.

إذن يتأكد مما سبق أنه بعد كل حملة إساءة يتضاعف عدد معتنقي الإسلام ولعل من الضروري هنا الإشارة إلى أنه بعد الحملة الشرسة علي الإسلام عقب أحداث 11سبتمبر 2001 الشهيرة ازدادت مبيعات الكتب الإسلامية وازداد الإقبال عليها، كما ازداد عدد معتنقي الدين الإسلامي حيث وصل عدد المسلمين في أمريكا حسبما أشارت مجلة "دير شبيجل" الألمانية إلي قرابة 11 مليون مسلم، وفي أوروبا وصل العدد ما بين 20 إلي 25 مليون مسلم.

والخلاصة أن صورة خاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ستبقى مشرقة مهما حاول المشككون تشويهها، وكذلك سيبقى نور القرآن الكريم مضيئاً براقا مهما حاول الملحدون الإساءة إليه، حيث يقول المولى عز وجل: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [سورة الصف: 8-9]، {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً} [سورة الأحزاب: 57] صدق الله العظيم.

محيط - جهان مصطفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق