الصفحات

الجمعة، 27 يوليو 2012

بطلان الاعتقاد بالخطيئة الموروثة

بطلان الاعتقاد بالخطيئة الموروثة
 
يقول بولس في رسالته إلى رومية 5 : 12 : (( من اجل ذلك كأنما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطأ الجميع )) . [ ترجمة فاندايك ] ويقول القديس أوغوسطينوس ان آدم هو، كما يروي سفر التكوين، أول إنسان خلقه الله على الأرض. وهذا الانسان قد ارتكب الخطيئة الأولى التي يروي الفصل الثالث من سفر التكوين أحداثها. وبسبب وضعه المميّز في الفردوس ومسؤوليته الشاملة كجدّ للبشرية كلها، فقد انتقلت الخطيئة بالوراثة منه إلى جميع الناس. ( الخطيئة الأصليّة في كتابات القديس أوغوسطينوس )

لا شك - أخي القارىء - بأن هذا الاعتقاد بتوريث الخطيئة والذي يعتقد به معظم اللاهوتيين الغربيين هو اعتقاد باطل . طبقاً للآتي :

بداية نقول : إذا كانت خطيئة آدم عليه السلام بسببها اجتاز الموت الي جميع الناس فلماذا ما يزال الموت مستمراً بعد أن فدى المسيح عليه السلام العالم وصالحنا مع الله كما يزعم المسيحيون ؟ ولماذا سار اخنوخ مع الله ولم يرى الموت كما يقول كاتب التكوين 5 : 24 ؟ ولماذا صعد إيليا النبي أيضاً الي السماء ولم ير الموت كما يقول كاتب الملوك الثاني 2 : 11 ؟

1 ) منطقياً وعقلياً وعلمياً فان الخطيئة لا تورث من الأب إلى ابنه لأنها من الافعال المكتسبة التي لا يتم توراثها ، فالابن مثلاً يرث من أبية ومن أمه وأجداده صفات كالطول ولون العينين وشكل أجزاء جسمه وحجمها ولكنه لا يرث الخطيئة فلو أن أباك المباشر اقترف أثما فهل ترث أثمة كما ترث لون عينية. ؟!  ولو ان الأب اختار أن يكون مجرماً فهل يعني ذلك أن ابنه سيرث منه هذه الطبيعة التي في الأب ؟ و كذلك ان كان الاب صالحاً فلا يعنى بالضرورة ان الابن سيكون كذلك لانه ورث طبيعة والده . ان الله سبحانه وتعالى خلق آدم عليه السلام بطبيعة قابلة للخطأ بدليل ان الله بعد أن خلقه حذره من الوقوع في الخطأ والاكل من الشجرة . ان طبيعة قابلية الوقوع في الخطأ وحرية الاختيار هى طبيعة مخلوقة مع الانسان و ليست وراثية من آدم . ان الخالق سبحانه وتعالى جعل النفس البشرية قابلة للخير و الشر وقادرة على كليهما. و ليست المسألة مسألة وراثة حتى يكون آدم مسؤولا عن توريثه لهذه الطبيعة .

2 ) ان الاعتقاد بالخطيئة الموروثة يتناقض مع مبدأ العقاب والثواب فكيف يعاقب الابن بذنب أبية ؟! وكيف يعاقب شخص على ذنب لم يقترفه ؟!

3 ) يؤمن المسيحيون بأن كل خطية هي تعدي على الله وأن كل إنسان بخطيئته يعاقب أو يقتل تثنية 24 : 16 وحزقيال 18 : 20  فإذا كانت كل خطية سواء من آدم أو غيره هي تعدي على الله فلماذا نفرق بين خطيئة آدم في حق الله وخطيئة غيره ؟

4 ) ان الاعتقاد بالخطيئة المورثة يتناقض مع العدل الإلهي. ذلك لأن الله العادل يعاقب المرء على ما فعل هو ، لا على ما فعل أبوه أو أجداده والكتاب المقدس يقول : (( كل واحد يموت لأجل خطيته )) ( أخبار الأيام (2) 25/4).

5 ) ورد في سفر حزقيال النص الآتي : (( الابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن. )) (حزقيال 18 : 20). هذا النص يدل على مسؤولية كل فرد عن ذنبه وينفى بذلك الخطيئة الموروثة.

6 ) ورد في سفر حزقيال ما يتناقض مع الخطيئة الموروثة وهو : (( النفس التي تخطئ هي تموت ))  ( حزقيال 18 : 20) ولم يقل النص أن النفس التي تخطىء يموت ابنها!!!

7 ) ورد في سفر ارميا : (( بل كل واحد يموت بذنبه ))  ( 31 : 30) وهذا السفر مقدس عند اليهود والنصارى ويعتقدون أنه كلام الله. هذا النص يدل على مسؤولية كل واحد عن ذنبه ويدحض بذلك الخطيئة الموروثة .

8 ) ترى المسيحية أن كل إنسان مدنس بالخطيئة الموروثة منذ ولادته ولكن كيف يكون الوليد مدنساً بالخطيئة وهو لم يرتكب أية خطيئة بعد ؟! انه لا يزال رضيعاً في المهد لا يميز بين الحلال والحرام ولا ينطق ولا يمشى ، فكيف يكون خاطئاً وهو في هذه الحال؟!

9 ) إذا كان الانسان يولد بالخطيئة الموروثة فلماذا لم يتحدث العهد القديم ومنه التوراة عن هذه الوراثة ؟ لماذا جعل العهد القديم كل إنسان مسؤولاً عن ذنبه؟

10 )  من المعروف أن الله بطوفان نوح أهلك جميع البشر باستثناء نوح والمؤمنين الصالحين في زمانه ( تكوين 6 : 13 ) أي أن نسل آدم قد هلك بالطوفان باستثناء نوح ومن آمن. وبهذا فان الطوفان طهر الأرض في حينه من الفساد والمفسدين وبهذا فلا مجال للحديث عن الخطية الموروثة لان الطوفان كان نقطة فصل بين عصرين أو جيلين.

11 ) أن الكنيسة تنسب اصل الخطيئة إلى آدم. ولكن هذا يتعارض مع التوراة التي تجعل اصل الغواية حواء. حواء هي التي أغوت آدم، إذ قال آدم لله مدافعاً عن نفسه : (( المرأة التي جعلتها معي هي اعطتني من الشجرة فأكلت ))  (تكوين 3 : 12) بل إن حواء بدورها نسبت الغواية إلى الحية، إذ قالت دفاعاً عن  نفسها : (( الحية غرتني فأكلت )) ( تكوين 3 : 13 ) . وحسب التوراة عاقب الله الحية بزحفها على بطنها وعاقب حواء بأوجاع الولادة وعاقب آدم بطرده من الجنة فإذا أردنا إرجاع الخطية إلى اصلها الأول فاصلها الاول هو الحية وليس أدم ولا حواء ( حسب الكتاب ). !!!!

12 ) الخطية الموروثة تتناقض مع وجود أبرار. لقد أنجا الله نوح ومن معه من الطوفان لانهم أبرار قال الله لنوح : (( لأني إياك رأيت باراً )) ( تكوين 7 : 1). لو كان كل مولود يرث الخطية لما كان وجود للأبرار والصالحين على الأرض!!! وهذا يتناقض مع الواقع. أليس الأنبياء من الأبرار؟ ها هو نوح من الأبرار باعتراف النص .

13 )  قال المسيح : (( كل شجرة جيدة تصنع أثمارا جيده )) ( متى 7 : 17). تلك إشارة إلى الصالحين وأعمالهم الصالحة إذاً هناك صالحون لم يرثوا الخطية .

14 ) عندما وجه قوم المسيح لومهم له لأنه يدعو الأشرار والخطاة، أجابهم قائلاً : (( لأني لم آتي لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة )) متى 9 : 13 . لقد قسم المسيح الناس إلى قسمين أبرار وخطاة إذا هناك أبرار لم يرثوا الخطية تلك الخطية التي تزعم الكنيسة أن كل إنسان يرثها من آدم أبينا الأول .

15 ) قال المسيح : (( لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان ))  ( متى 12 : 37 ) قوله يدل على أن الانسان يثاب أو يعاقب بسلوكه هو ، ولم يتحدث المسيح عن خطية موروثة .

16 ) رغم أن الكنيسة تشدد على مبدأ الخطية الموروثة فان الانسان لا يجد ذكراً لهذا المبدأ على لسان أي نبي من الأنبياء الذين يؤمن بهم اليهود والمسيحيون. ان مبدأ الخطية الموروثة استحدثته الكنيسة لتكمل القصة. لقد اعتقدوا بصلب المسيح وكان لا بد لهم من البحث عن سبب يبرر الصلب فاستحدثوا الخلاص بالصلب أو الصلب للفداء وظهرت عندهم مشكلة الخلاص من ماذا. فاستحدثوا نظرية الخطية الموروثة لتبرير صلب المسيح. وفى الواقع لا توجد خطية موروثة ولم يحدث صلب للمسيح ولا حدث خلاص. لقد بدأوا القصة من آخرها وليس من أولها. قالوا صلب، ثم بحثوا عن السبب فكان المخرج أن الصلب وقع من اجل تخليص الناس من الخطية الموروثة والخطية كما قلنا لا تورث والصلب لا يخلص.

وهكذا نرى أن الاعتقاد بالخطية الموروثة اعقتاد خاطئ لا أساس له ولم يقل أحد من الأنبياء بوراثة الخطية بل بالعكس فان نصوص الإنجيل ذاتها تدل على مسؤولية الفرد عن ذنبه في مواقع عديدة ولم تظهر الخطية الموروثة في العهد القديم على لسان الأنبياء الذين قبل عيسى فلماذا تظهر جملة من الاختراعات مرة واحدة بعد المسيح على لسان بولس ؟

[1] – قبل عيسى كان الله واحدا فصار بعد عيسى ثلاثة في واحد .

[2] – قبل عيسى كان الله بلا ابن فصار بعد عيسى بابن .

[3] – قبل عيسى لم تكن هناك خطية موروثة فصارت بعد عيسى بالصلب.

[4] – قبل عيسى لم تكن خطية موروثة فصارت هذه موروثة .

ان رسالة الله واحدة في أسسها الرئيسية والاعتقادات الغربية التي طرأت بعد ظهور المسيح هي مزاعم لا أساس لها. مزاعم اختلقت اختلاقا بعد المسيح بزمن طويل وهو بريئ مما نسبوه إليه أن نصرانية الكنيسة تختلف عما جاء به الميسيح، فهي شاذة في معتقداتها التي لم يقل بها نبي قبل عيسى ولا نبي بعده ولم يقل بها المسيح ذاته.

بطلان الاعتقاد بالخلاص بالصلب

تعتقد الكنيسة أن المسيح صلب وان صلبه كان من اجل أن يفدى الناس ويخلصهم من خطاياهم ولبيان بطلان هذا الاعتقاد نقدم الأدلة الآتية.

1 ) ما علاقة الصلب بالخلاص ؟! هل صلب زيد يمحو ذنب عمرو؟!

2 ) أن القول بالخلاص بالصلب يتناقض مع عدل الله فكيف يصلب واحداً لا ذنب له لنجاة آخر.

3 ) ان الذي يخلص الانسان هو إيمانه بالله وأفعاله ولا يتم خلاصة عن طريق شنق أو صلب شخص آخر.

4 ) الأدلة التي قدمناها في الفصل السابق لبيان بطلان الخطية الموروثة تدحض الخلاص بالصلب في الوقت ذاته لأن الخلاص بالصلب يستند على الاعتقاد بالخطية الموروثة فإذا انتفت الخطية الموروثة انتفى الخلاص بالصلب لأن الثاني مبنى على الأول.

5 ) قال المسيح : (( واما من قال على الروح القدس فلن يغفر له في هذا العالم  ولا في الآتي )) (متى 12 : 32 ) يقصد المسيح أن من كذب أو استهزأ بجبريل فلا غفران له. إذا هناك أناس لن ولم يخلصوا لكذبهم على جبريل فأين الخلاص بالصلب إذاً ؟!  يقولون إن المسيح خلص البشرية وانقذها ولكن المسيح نفسه يقول هناك كاذبون لا يغفر الله لهم .

6 ) قال المسيح : (( حينئذ يجازى كل واحد حسب عمله )) ( متى 16 : 27) المسيح نفسه يقرر أن كل إنسان سيجازى بحسب عمله. وهذا يناقض الخطية الموروثة والخلاص بالصلب . لأن النص يدل على أن الخلاص بالعمل وليس بالصلب .

 7 ) قال المسيح : (( أبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية )) ( متى 6 : 4 ) إذاً هناك مجازاة وهذا يتناقض مع الخلاص الشامل الذي يتضمنه الخلاص بالصلب .

8 ) قال المسيح : (( ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان )) (متى 26 : 24) قال ذلك وهو يحذر أحد حواريه الذي سيخونه ويشي به إلى السلطة . فإذا كان الصلب للخلاص وإذا كان الصلب بإرادة المسيح ورغبته حسبما يزعمون فلماذا الويل لمن يسهل الصلب ؟!  من المفروض أن يشكر المسيح ذاك الرجل الذي بسببه تم الوصول إلى الصليب ليتم الخلاص المنشود.!  ان تحذير المسيح يدل على أن الصلب كان مؤامرة ضده وليس هدفاً منشوداً يسعى إليه لتحقيق الخلاص المزعوم .

9 ) لقد قضى المسيح جزءاً كبيراً من الليل وهو يصلى طالبا من الله إنقاذه من طالبي صلبه (متى 26 : 36 ) وكان يدعو الله طالباً : (( إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ))  ( متى 26 : 39 ) وكان حزيناً جداً تلك الليلة ( متى 26 : 38 ). فلو كان الصلب هدفا منشودا لدى المسيح لما دعا الله طالبا النجاة ولما صلى لله راجيا إنقاذه ولما حزن واكتأب.  كل هذا يدل على أن الصلب لم يكن هدفا يسعى إليه المسيح. لقد كان الصلب مؤامرة ضده انقذة الله منها.

10 ) أن القول بالخلاص بالصلب يشجع على ارتكاب الناس للمعاصي فإذا كان صلب المسيح هو طريق نجاة الناس فلم يبق عليهم ما يعلمونه من خير بعد صلبه لان المسيح قد ضمن لهم الخلاص من كل الذنوب عهن طريق إفتدائهم بالصلب .

11 ) قال المسيح : (( إما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن املك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامى ))  (لوقا 19 : 27 ) لا نريد أن نعلق على تتناقض هذا القول مع قول المسيح : (( طوبى لصانعي السلام )) ( متى  5 : 9 ) ولكن نريد أن نسأل : لماذا يريد المسيح ذبحهم وهو الذي مات من إجلهم ؟ هل هذه لعبه ؟

12 ) يقول المسيحيون أن الله بذل ابنه الوحيد لانه يحب العالم ولكي لا يهلك من آمن به (يوحنا  3 : 16 ) كما ذكرنا لا توجد علاقة بين إهلاك س لإنقاذ ص . من أراد النجاة فالطريق مفتوح أمامه . طريق الايمان والبر والصلاح والأعمال الطيبة. ثم إذا كان الله يحب الناس ويرأف بهم فالأولى أن يحب ابنه الوحيد ( كما يزعمون ) لأن الرب الرحيم لا يترك ابنه يصرخ ويسمر بالمسامير على الصليب بدون أي شفقة ورحمة .

13 ) ان صلب واحد ( المسيح في هذه الحالة ) من اجل نجاة سواه هو ظلم في حق المسيح والله لا يظلم أحداً.

14 )  ما ذنب عيسى ليصلب ؟ أن الله قادر على إنقاذ الناس دون إلحاق الظلم بالمسيح ان الله قادر على إنقاذ الناس وتخليصهم دون صلب المسيح او سواه.

15 ) دعا المسيح الله أن ينقذه من طالبي قتله او صلبه ، فقال : (( إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ))  ( متى 26 : 39 ) لو كان المسيح ينوى تقديم نفسه طواعية للصلب من اجل الفداء لما طلب من الله أن ينجيه من تلك المحنة : أن دعاءه لله لإنقاذه دليل آخر على بطلان القول بالصلب للخلاص.

16 ) قال بولس : (( أن الله سيجازي كل واحد حسب أعماله )) ( رومية 2 : 6 ) وقال : (( الذي يخطى لا ينجو من دينونة الله )) ( رومية 2 : 3 ) إذا هناك حساب وهناك دينونة والمجازاة حسب الأعمال. إذا لما كان صلب المسيح ؟ إذا كان الجزاء حسب العمل وهناك عقاب للخطاة فان صلب المسيح لا دور له في الخلاص والتخليص.

17 ) تقول الكنيسة ان صلب المسيح هو كفارة لمن آمن فقط بصلبه . إذن كيف سينال الذين عاشوا قبل المسيح الكفارة ؟ وهل سيطالب الله الذي عاشوا بعد المسيح بالايمان بالصلب ولا يطالب الذين قبله ؟!

18 )  يقول بولس : (( كل واحد سيأخذ أجرته حسب تعبه )) ( كورنثوس الاولى 3 : 8 ) إذا الأجر حسب المشقة ، أي حسب الأعمال. ولماذا كان الصلب إذا ؟! وأين الخلاص المزعوم الحاصل عن طريق صلب المسيح ؟!!

19 ) يقول بولس : (( لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة )) ( غلاطية 3 : 13 ) . هذا يعني ان المسيح اصابته اللعنة عندما علق على خشبة الصليب ( حسب زعمهم ) . فكيف يكون المسيح معلوناً ويكون مخلصاً في الوقت ذاته ؟!  الملعون بحاجة إلى أن ينقذ نفسه من اللعنة أولاً قبل أن ينقذ سواه .

20 ) وأخيرا فإن موت المسيح المزعوم لم يحقق متطلبات ذبيحة الخطية، ذلك لأنه طبقاً لنصوص الاناجيل فإن المسيح قد تعرض للضرب والجلد  ( متى 26 : 67 ، 27 : 26 ) بينما التوراة تحدد أن ذبيحة الخطيئة يجب أن تكون بلا أي عيوب جسدية  ( تثنية : 17 : 1 ) وان القانون اللاوي لذبيحة الخطية يحدد أن الكاهن يأخذ بعض دم الضحية باصبعه ويجعله على قرون المذبح في المعبد والباقي يصب على قاعدة المذبح ( لاويين 4 : 30 ) . وهذا ما لا نجده في موت المسيح المزعوم ، وفوق ذلك كله فإن موت المسيح المزعوم ليس بذبيحه لأنه مات مصلوبا حسب زعمهم ، وهناك فرق بين الذبح والصلب :  ففي المعجم الوسيط : تقول ذبحه ذبحاً أي قطع حلقومه . وتقول : " ذَبَحَ الخَروفَ " : نَحَرَهُ بِسِكِّينٍ، أَيْ قَطَعَ حُلْقومَهُ . بخلاف الموت على الصليب .

يقول بولس في رسالته إلى رومية 5 : 12 : (( من اجل ذلك كأنما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطأ الجميع )) . [ ترجمة فاندايك ] ويقول القديس أوغوسطينوس ان آدم هو، كما يروي سفر التكوين، أول إنسان خلقه الله على الأرض. وهذا الانسان قد ارتكب الخطيئة الأولى التي يروي الفصل الثالث من سفر التكوين أحداثها. وبسبب وضعه المميّز في الفردوس ومسؤوليته الشاملة كجدّ للبشرية كلها، فقد انتقلت الخطيئة بالوراثة منه إلى جميع الناس. ( الخطيئة الأصليّة في كتابات القديس أوغوسطينوس )

لا شك - أخي القارىء - بأن هذا الاعتقاد بتوريث الخطيئة والذي يعتقد به معظم اللاهوتيين الغربيين هو اعتقاد باطل . طبقاً للآتي :

بداية نقول : إذا كانت خطيئة آدم عليه السلام بسببها اجتاز الموت الي جميع الناس فلماذا ما يزال الموت مستمراً بعد أن فدى المسيح عليه السلام العالم وصالحنا مع الله كما يزعم المسيحيون ؟ ولماذا سار اخنوخ مع الله ولم يرى الموت كما يقول كاتب التكوين 5 : 24 ؟ ولماذا صعد إيليا النبي أيضاً الي السماء ولم ير الموت كما يقول كاتب الملوك الثاني 2 : 11 ؟

1 ) منطقياً وعقلياً وعلمياً فان الخطيئة لا تورث من الأب إلى ابنه لأنها من الافعال المكتسبة التي لا يتم توراثها ، فالابن مثلاً يرث من أبية ومن أمه وأجداده صفات كالطول ولون العينين وشكل أجزاء جسمه وحجمها ولكنه لا يرث الخطيئة فلو أن أباك المباشر اقترف أثما فهل ترث أثمة كما ترث لون عينية. ؟!  ولو ان الأب اختار أن يكون مجرماً فهل يعني ذلك أن ابنه سيرث منه هذه الطبيعة التي في الأب ؟ و كذلك ان كان الاب صالحاً فلا يعنى بالضرورة ان الابن سيكون كذلك لانه ورث طبيعة والده . ان الله سبحانه وتعالى خلق آدم عليه السلام بطبيعة قابلة للخطأ بدليل ان الله بعد أن خلقه حذره من الوقوع في الخطأ والاكل من الشجرة . ان طبيعة قابلية الوقوع في الخطأ وحرية الاختيار هى طبيعة مخلوقة مع الانسان و ليست وراثية من آدم . ان الخالق سبحانه وتعالى جعل النفس البشرية قابلة للخير و الشر وقادرة على كليهما. و ليست المسألة مسألة وراثة حتى يكون آدم مسؤولا عن توريثه لهذه الطبيعة .

2 ) ان الاعتقاد بالخطيئة الموروثة يتناقض مع مبدأ العقاب والثواب فكيف يعاقب الابن بذنب أبية ؟! وكيف يعاقب شخص على ذنب لم يقترفه ؟!

3 ) يؤمن المسيحيون بأن كل خطية هي تعدي على الله وأن كل إنسان بخطيئته يعاقب أو يقتل تثنية 24 : 16 وحزقيال 18 : 20  فإذا كانت كل خطية سواء من آدم أو غيره هي تعدي على الله فلماذا نفرق بين خطيئة آدم في حق الله وخطيئة غيره ؟

4 ) ان الاعتقاد بالخطيئة المورثة يتناقض مع العدل الإلهي. ذلك لأن الله العادل يعاقب المرء على ما فعل هو ، لا على ما فعل أبوه أو أجداده والكتاب المقدس يقول : (( كل واحد يموت لأجل خطيته )) ( أخبار الأيام (2) 25/4).

5 ) ورد في سفر حزقيال النص الآتي : (( الابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن. )) (حزقيال 18 : 20). هذا النص يدل على مسؤولية كل فرد عن ذنبه وينفى بذلك الخطيئة الموروثة.

6 ) ورد في سفر حزقيال ما يتناقض مع الخطيئة الموروثة وهو : (( النفس التي تخطئ هي تموت ))  ( حزقيال 18 : 20) ولم يقل النص أن النفس التي تخطىء يموت ابنها!!!

7 ) ورد في سفر ارميا : (( بل كل واحد يموت بذنبه ))  ( 31 : 30) وهذا السفر مقدس عند اليهود والنصارى ويعتقدون أنه كلام الله. هذا النص يدل على مسؤولية كل واحد عن ذنبه ويدحض بذلك الخطيئة الموروثة .

8 ) ترى المسيحية أن كل إنسان مدنس بالخطيئة الموروثة منذ ولادته ولكن كيف يكون الوليد مدنساً بالخطيئة وهو لم يرتكب أية خطيئة بعد ؟! انه لا يزال رضيعاً في المهد لا يميز بين الحلال والحرام ولا ينطق ولا يمشى ، فكيف يكون خاطئاً وهو في هذه الحال؟!

9 ) إذا كان الانسان يولد بالخطيئة الموروثة فلماذا لم يتحدث العهد القديم ومنه التوراة عن هذه الوراثة ؟ لماذا جعل العهد القديم كل إنسان مسؤولاً عن ذنبه؟

10 )  من المعروف أن الله بطوفان نوح أهلك جميع البشر باستثناء نوح والمؤمنين الصالحين في زمانه ( تكوين 6 : 13 ) أي أن نسل آدم قد هلك بالطوفان باستثناء نوح ومن آمن. وبهذا فان الطوفان طهر الأرض في حينه من الفساد والمفسدين وبهذا فلا مجال للحديث عن الخطية الموروثة لان الطوفان كان نقطة فصل بين عصرين أو جيلين.

11 ) أن الكنيسة تنسب اصل الخطيئة إلى آدم. ولكن هذا يتعارض مع التوراة التي تجعل اصل الغواية حواء. حواء هي التي أغوت آدم، إذ قال آدم لله مدافعاً عن نفسه : (( المرأة التي جعلتها معي هي اعطتني من الشجرة فأكلت ))  (تكوين 3 : 12) بل إن حواء بدورها نسبت الغواية إلى الحية، إذ قالت دفاعاً عن  نفسها : (( الحية غرتني فأكلت )) ( تكوين 3 : 13 ) . وحسب التوراة عاقب الله الحية بزحفها على بطنها وعاقب حواء بأوجاع الولادة وعاقب آدم بطرده من الجنة فإذا أردنا إرجاع الخطية إلى اصلها الأول فاصلها الاول هو الحية وليس أدم ولا حواء ( حسب الكتاب ). !!!!

12 ) الخطية الموروثة تتناقض مع وجود أبرار. لقد أنجا الله نوح ومن معه من الطوفان لانهم أبرار قال الله لنوح : (( لأني إياك رأيت باراً )) ( تكوين 7 : 1). لو كان كل مولود يرث الخطية لما كان وجود للأبرار والصالحين على الأرض!!! وهذا يتناقض مع الواقع. أليس الأنبياء من الأبرار؟ ها هو نوح من الأبرار باعتراف النص .

13 )  قال المسيح : (( كل شجرة جيدة تصنع أثمارا جيده )) ( متى 7 : 17). تلك إشارة إلى الصالحين وأعمالهم الصالحة إذاً هناك صالحون لم يرثوا الخطية .

14 ) عندما وجه قوم المسيح لومهم له لأنه يدعو الأشرار والخطاة، أجابهم قائلاً : (( لأني لم آتي لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة )) متى 9 : 13 . لقد قسم المسيح الناس إلى قسمين أبرار وخطاة إذا هناك أبرار لم يرثوا الخطية تلك الخطية التي تزعم الكنيسة أن كل إنسان يرثها من آدم أبينا الأول .

15 ) قال المسيح : (( لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان ))  ( متى 12 : 37 ) قوله يدل على أن الانسان يثاب أو يعاقب بسلوكه هو ، ولم يتحدث المسيح عن خطية موروثة .

16 ) رغم أن الكنيسة تشدد على مبدأ الخطية الموروثة فان الانسان لا يجد ذكراً لهذا المبدأ على لسان أي نبي من الأنبياء الذين يؤمن بهم اليهود والمسيحيون. ان مبدأ الخطية الموروثة استحدثته الكنيسة لتكمل القصة. لقد اعتقدوا بصلب المسيح وكان لا بد لهم من البحث عن سبب يبرر الصلب فاستحدثوا الخلاص بالصلب أو الصلب للفداء وظهرت عندهم مشكلة الخلاص من ماذا. فاستحدثوا نظرية الخطية الموروثة لتبرير صلب المسيح. وفى الواقع لا توجد خطية موروثة ولم يحدث صلب للمسيح ولا حدث خلاص. لقد بدأوا القصة من آخرها وليس من أولها. قالوا صلب، ثم بحثوا عن السبب فكان المخرج أن الصلب وقع من اجل تخليص الناس من الخطية الموروثة والخطية كما قلنا لا تورث والصلب لا يخلص.

وهكذا نرى أن الاعتقاد بالخطية الموروثة اعقتاد خاطئ لا أساس له ولم يقل أحد من الأنبياء بوراثة الخطية بل بالعكس فان نصوص الإنجيل ذاتها تدل على مسؤولية الفرد عن ذنبه في مواقع عديدة ولم تظهر الخطية الموروثة في العهد القديم على لسان الأنبياء الذين قبل عيسى فلماذا تظهر جملة من الاختراعات مرة واحدة بعد المسيح على لسان بولس ؟

[1] – قبل عيسى كان الله واحدا فصار بعد عيسى ثلاثة في واحد .

[2] – قبل عيسى كان الله بلا ابن فصار بعد عيسى بابن .

[3] – قبل عيسى لم تكن هناك خطية موروثة فصارت بعد عيسى بالصلب.

[4] – قبل عيسى لم تكن خطية موروثة فصارت هذه موروثة .

ان رسالة الله واحدة في أسسها الرئيسية والاعتقادات الغربية التي طرأت بعد ظهور المسيح هي مزاعم لا أساس لها. مزاعم اختلقت اختلاقا بعد المسيح بزمن طويل وهو بريئ مما نسبوه إليه أن نصرانية الكنيسة تختلف عما جاء به الميسيح، فهي شاذة في معتقداتها التي لم يقل بها نبي قبل عيسى ولا نبي بعده ولم يقل بها المسيح ذاته.

بطلان الاعتقاد بالخلاص بالصلب

تعتقد الكنيسة أن المسيح صلب وان صلبه كان من اجل أن يفدى الناس ويخلصهم من خطاياهم ولبيان بطلان هذا الاعتقاد نقدم الأدلة الآتية.

1 ) ما علاقة الصلب بالخلاص ؟! هل صلب زيد يمحو ذنب عمرو؟!

2 ) أن القول بالخلاص بالصلب يتناقض مع عدل الله فكيف يصلب واحداً لا ذنب له لنجاة آخر.

3 ) ان الذي يخلص الانسان هو إيمانه بالله وأفعاله ولا يتم خلاصة عن طريق شنق أو صلب شخص آخر.

4 ) الأدلة التي قدمناها في الفصل السابق لبيان بطلان الخطية الموروثة تدحض الخلاص بالصلب في الوقت ذاته لأن الخلاص بالصلب يستند على الاعتقاد بالخطية الموروثة فإذا انتفت الخطية الموروثة انتفى الخلاص بالصلب لأن الثاني مبنى على الأول.

5 ) قال المسيح : (( واما من قال على الروح القدس فلن يغفر له في هذا العالم  ولا في الآتي )) (متى 12 : 32 ) يقصد المسيح أن من كذب أو استهزأ بجبريل فلا غفران له. إذا هناك أناس لن ولم يخلصوا لكذبهم على جبريل فأين الخلاص بالصلب إذاً ؟!  يقولون إن المسيح خلص البشرية وانقذها ولكن المسيح نفسه يقول هناك كاذبون لا يغفر الله لهم .

6 ) قال المسيح : (( حينئذ يجازى كل واحد حسب عمله )) ( متى 16 : 27) المسيح نفسه يقرر أن كل إنسان سيجازى بحسب عمله. وهذا يناقض الخطية الموروثة والخلاص بالصلب . لأن النص يدل على أن الخلاص بالعمل وليس بالصلب .

 7 ) قال المسيح : (( أبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية )) ( متى 6 : 4 ) إذاً هناك مجازاة وهذا يتناقض مع الخلاص الشامل الذي يتضمنه الخلاص بالصلب .

8 ) قال المسيح : (( ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان )) (متى 26 : 24) قال ذلك وهو يحذر أحد حواريه الذي سيخونه ويشي به إلى السلطة . فإذا كان الصلب للخلاص وإذا كان الصلب بإرادة المسيح ورغبته حسبما يزعمون فلماذا الويل لمن يسهل الصلب ؟!  من المفروض أن يشكر المسيح ذاك الرجل الذي بسببه تم الوصول إلى الصليب ليتم الخلاص المنشود.!  ان تحذير المسيح يدل على أن الصلب كان مؤامرة ضده وليس هدفاً منشوداً يسعى إليه لتحقيق الخلاص المزعوم .

9 ) لقد قضى المسيح جزءاً كبيراً من الليل وهو يصلى طالبا من الله إنقاذه من طالبي صلبه (متى 26 : 36 ) وكان يدعو الله طالباً : (( إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ))  ( متى 26 : 39 ) وكان حزيناً جداً تلك الليلة ( متى 26 : 38 ). فلو كان الصلب هدفا منشودا لدى المسيح لما دعا الله طالبا النجاة ولما صلى لله راجيا إنقاذه ولما حزن واكتأب.  كل هذا يدل على أن الصلب لم يكن هدفا يسعى إليه المسيح. لقد كان الصلب مؤامرة ضده انقذة الله منها.

10 ) أن القول بالخلاص بالصلب يشجع على ارتكاب الناس للمعاصي فإذا كان صلب المسيح هو طريق نجاة الناس فلم يبق عليهم ما يعلمونه من خير بعد صلبه لان المسيح قد ضمن لهم الخلاص من كل الذنوب عهن طريق إفتدائهم بالصلب .

11 ) قال المسيح : (( إما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن املك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامى ))  (لوقا 19 : 27 ) لا نريد أن نعلق على تتناقض هذا القول مع قول المسيح : (( طوبى لصانعي السلام )) ( متى  5 : 9 ) ولكن نريد أن نسأل : لماذا يريد المسيح ذبحهم وهو الذي مات من إجلهم ؟ هل هذه لعبه ؟

12 ) يقول المسيحيون أن الله بذل ابنه الوحيد لانه يحب العالم ولكي لا يهلك من آمن به (يوحنا  3 : 16 ) كما ذكرنا لا توجد علاقة بين إهلاك س لإنقاذ ص . من أراد النجاة فالطريق مفتوح أمامه . طريق الايمان والبر والصلاح والأعمال الطيبة. ثم إذا كان الله يحب الناس ويرأف بهم فالأولى أن يحب ابنه الوحيد ( كما يزعمون ) لأن الرب الرحيم لا يترك ابنه يصرخ ويسمر بالمسامير على الصليب بدون أي شفقة ورحمة .

13 ) ان صلب واحد ( المسيح في هذه الحالة ) من اجل نجاة سواه هو ظلم في حق المسيح والله لا يظلم أحداً.

14 )  ما ذنب عيسى ليصلب ؟ أن الله قادر على إنقاذ الناس دون إلحاق الظلم بالمسيح ان الله قادر على إنقاذ الناس وتخليصهم دون صلب المسيح او سواه.

15 ) دعا المسيح الله أن ينقذه من طالبي قتله او صلبه ، فقال : (( إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ))  ( متى 26 : 39 ) لو كان المسيح ينوى تقديم نفسه طواعية للصلب من اجل الفداء لما طلب من الله أن ينجيه من تلك المحنة : أن دعاءه لله لإنقاذه دليل آخر على بطلان القول بالصلب للخلاص.

16 ) قال بولس : (( أن الله سيجازي كل واحد حسب أعماله )) ( رومية 2 : 6 ) وقال : (( الذي يخطى لا ينجو من دينونة الله )) ( رومية 2 : 3 ) إذا هناك حساب وهناك دينونة والمجازاة حسب الأعمال. إذا لما كان صلب المسيح ؟ إذا كان الجزاء حسب العمل وهناك عقاب للخطاة فان صلب المسيح لا دور له في الخلاص والتخليص.

17 ) تقول الكنيسة ان صلب المسيح هو كفارة لمن آمن فقط بصلبه . إذن كيف سينال الذين عاشوا قبل المسيح الكفارة ؟ وهل سيطالب الله الذي عاشوا بعد المسيح بالايمان بالصلب ولا يطالب الذين قبله ؟!

18 )  يقول بولس : (( كل واحد سيأخذ أجرته حسب تعبه )) ( كورنثوس الاولى 3 : 8 ) إذا الأجر حسب المشقة ، أي حسب الأعمال. ولماذا كان الصلب إذا ؟! وأين الخلاص المزعوم الحاصل عن طريق صلب المسيح ؟!!

19 ) يقول بولس : (( لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة )) ( غلاطية 3 : 13 ) . هذا يعني ان المسيح اصابته اللعنة عندما علق على خشبة الصليب ( حسب زعمهم ) . فكيف يكون المسيح معلوناً ويكون مخلصاً في الوقت ذاته ؟!  الملعون بحاجة إلى أن ينقذ نفسه من اللعنة أولاً قبل أن ينقذ سواه .

20 ) وأخيرا فإن موت المسيح المزعوم لم يحقق متطلبات ذبيحة الخطية، ذلك لأنه طبقاً لنصوص الاناجيل فإن المسيح قد تعرض للضرب والجلد  ( متى 26 : 67 ، 27 : 26 ) بينما التوراة تحدد أن ذبيحة الخطيئة يجب أن تكون بلا أي عيوب جسدية  ( تثنية : 17 : 1 ) وان القانون اللاوي لذبيحة الخطية يحدد أن الكاهن يأخذ بعض دم الضحية باصبعه ويجعله على قرون المذبح في المعبد والباقي يصب على قاعدة المذبح ( لاويين 4 : 30 ) . وهذا ما لا نجده في موت المسيح المزعوم ، وفوق ذلك كله فإن موت المسيح المزعوم ليس بذبيحه لأنه مات مصلوبا حسب زعمهم ، وهناك فرق بين الذبح والصلب :  ففي المعجم الوسيط : تقول ذبحه ذبحاً أي قطع حلقومه . وتقول : " ذَبَحَ الخَروفَ " : نَحَرَهُ بِسِكِّينٍ، أَيْ قَطَعَ حُلْقومَهُ . بخلاف الموت على الصليب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق