الصفحات

الاثنين، 12 مارس 2012

زيادة مساجد أمريكا.. دلالات وتداعيات

 
راشيل زول
ترجمة/ الإسلام اليوم

رغم الاحتجاجات التي تلت أحداث 11 سبتمبر مستهدفة المساجد، أظهرت دراسة استقصائية حديثة تزايد أعداد المساجد والمراكز الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية خلال العقد الأخير، حيث بلغت حوالي 2106 مقارنة بـ 1209 في عام 2000, و962 مركزًا في عام 1994, أنشئ ربعها في الفترة بين عامي 2000 و2011, في الوقت الذي كانت يواجه فيه المسلمون تدقيقًا وتضيقًا شديدًا من قبل المسئولين الحكوميين والرأي العام المتشكك.

في عام 2010, اندلعت احتجاجات مناهضة لبناء مركز إسلامي بالقرب من منطقة "الصفر"، كما تحركت تظاهرات كبيرة في تينسي وكاليفورنيا وغيرها من الولايات الأمريكية, على خلفية الجدل الواسع حول الإسلام والتشدد والحرية الدينية, ورغم ذلك حدثت هذه الزيادة التي يقول عنها إحسان باجبي, أستاذ في جامعة كنتاكي، والمؤلف الرئيس للدراسة: إن هذه الاكتشافات تظهر أن المسلمين يصنعون أماكن لأنفسهم برغم رد الفعل العنيف, مضيفا: "إن هذا التزايد يشير إلى أن المجتمع المسلم الصحي يندمج بشكل جيد في أمريكا, وأعتقد أن هذه أفضل رسالة يمكننا إرسالها للعالم والعالم الإسلامي خاصة".

وقد اعتمد التقرير الذي حمل عنوان "مساجد أمريكا 2011", على القوائم البريدية والمواقع الإلكترونية ومقابلات مع حوالي 524 من أئمة المساجد. وعرف الباحثون (المسجد) على أنه منظمة إسلامية تستوعب المصلين, وتسمح بممارسة الأنشطة الإسلامية وغيرها داخل مبناها, وقد تضم مستشفيات ومدارس, فضلا عن فصول، ورابطة للطلاب المسلمين في الكليات والجامعات.

وبحسب الدراسة, توجد الأغلبية الساحقة من المساجد في المدن, إلا أن عدد المساجد التي أنشئت في الضواحي بدأت تتزايد من 16%  في عام 2000 إلى 28% في عام 2011, وقد اكتشفت الدراسة كذلك أن المنطقة الشمالية الشرقية كانت تمتلك من قبل أكبر عدد من المساجد, لكن المراكز الإسلامية تتركز في الوقت الراهن في الجنوب والغرب, وما زالت مدينة نيويورك تستضيف أكبر عدد من المراكز الإسلامية، ويبلغ عددها 257, تليها كاليفورنيا 246, ثم تكساس 166, أما فلوريدا فتحتل المرتبة الرابعة بـ 118, وهذا التغيير نابع من النمط العام لحركة السكان إلى الجنوب والغرب.

أما عن التركيبة العرقية لرواد المساجد والمراكز الإسلامية, فقد وجدت الدراسة أنه لا يوجد تغيير بشكل كبير منذ عام 2000, حيث يمثل الجنوب آسيويين ثلثهم, بينما يمثل كل من العرب والأفارقة الأمريكان الربع. ولاحظ باجبي، الباحث الرئيسي للدراسة، زيادة طفيفة في نسبة المسلمين من غرب أفريقيا والصومال, كما أن تدفق اللاجئين العراقيين والإيرانيين في التسعينات وراء زيادة عدد المساجد الشيعية, كما أن الشيعيين لا يمثلون سوى نسبة بسيطة للغاية من المسلمين الأمريكان.

يشار إلى أن بناء هذه المساجد كان بتمويل من بعض السعوديين وبعض مسلمي دول العالم العربي وذلك بعد بدء توافد المسلمين بأعداد غفيرة في الستينات، وتغير الهجرة الأمريكية حتى أصبحت المجتمعات الإسلامية الأمريكية تضم العديد من الأثرياء المسلمين الذين يتبرعون بتمويل بناء المساجد والمراكز الإسلامية من تلقاء أنفسهم.

وحسب التقديرات فإن العدد الكلي للمسلمين الأمريكان أصبحوا مسألة خلافية حيث يسعى المسلمون لأن يكون لهم دور في الحياة العامة, حيث إن الإحصاء في الولايات المتحدة لا يسأل عن الدين, بيد أن استطلاعا أجراه مركز بيو أجرى العام الماضي قدرهم بحوالي 2.75 مليون مسلم، أو 1% من السكان, لكن هذا الاستطلاع مماثل لكثير من الدراسات الاستقصائية التي أجريت من قبل.

جدير بالذكر أن الدكتور إحسان باجبي في تقرير له عام 2000 قدر أعداد المسلمين بأكثر من 7 مليون مسلم وهو الرقم الذي أثار جدلا واسعا, وفي تقريره الأخير لم يذكر باجبي عددا محددا للسكان لكنه ظل يؤكد على تقديره السابق بأن الولايات المتحد الأمريكية موطن لأكثر من 7 مليون مسلم.

وقد استقرت التقارير إلى أن المتحولين إلى الإسلام سنويا يقدرون بحوالي 15 شخصا, وقد قفز اللاتينيون من نسبة 7% في عام 2000 إلى 12% في عام 2011, بينما شهدت نسبة المتحولين إلى الإسلام من البيض انخفاضا طفيفا, وفي دراسات مماثلة لتلك التي أجراها مركز بيو للدراسات الاستقصائية قال جميع المشاركين تقريبا أنهم يدعمون اندماج ومشاركة المسلمين في الحياة الاجتماعية والسياسية الأمريكية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق