الصفحات

الجمعة، 8 يناير 2016

الجهاد واجب ديني في التوراة والانجيل

الجهاد واجب ديني في التوراة والانجيل


نظرة سريعة على فتاوى الجهاد المعاصرة.
ايزابيل بنيامين ماما اشوري
باحثة في علم اللاهوت

انزل الرب احكاما لحفظ وصيانة الاديان من الاعتداءات الخارجية والتي تمثلها التجمعات الوثنية . وكانت هذه الأحكام على نوعين الدفاع بالسيف ، والدفاع بالكلمة وأكدت كل الأديان وحتى الأفكار الوضعية في بدايتها على الحوار السلمي والدفاع عن الفكرة بواسطة الكلمة ولا يكاد يخلو كتاب ديني من مسألة الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن .
ولذلك نرى أن وصايا الجهاد وخصوصا بالسلاح عادة ما تكون آخر مرحلة من مراحل صيانة الدعوة ولذلك نرى أن دعوة الجهاد موجودة في كل الديانات وجاءت على ذكرها الكتب المقدسة كما في التوراة والإنجيل والقرآن وشرع منّو.
ففي التوراة يقول الرب واصفا فرحة اليهود بعد فراغهم من الجهاد : (( ولما فرغوا من الجهاد ورجعوا مبتهجين)). (1) وهي دعوة جهاد مفتوحة يحددها شيوخ اليهود.
وفي الإنجيل فقد أمر يسوع بالجهاد من خلال شراء الأسلحة والاستعداد لكل طارئ بعده فقال : (( وأما الآن فمن لم يكن له سيف فليبُع ثوبه ويشتري سيفا . تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ)).(2)
وفي القرآن يقول : (( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم)). (3) وهي دعوة جهاد مقيدة جدا بشروط تكاد تجعل الجهاد امرا صعب اصداره. إلا في حال تعرض بيضة الاسلام للخطر.
واما في البوذية كديانة عالمية أيضا فالجهاد روحي داخلي ولكن أدب ((الكالاتشاكرا تانترا)) يكشف أن في البوذية الجهاد هو (الحرب المقدسة) وقد بينت تفاسير البوذي (شانتيديفا) الذي عاش في القرن الثامن الميلادي، استعارةَ الحرب مرارًا وتكرارًا في معظم كتابه: (الانخراط في سلوك البوديساتفا). (4) ولذلك نرى فتاوى شيوخ البوذية في الجهاد في بورما ضد المسلمين (الروهانجا) يغلب عليها طابع الذبح والحرق والقتل يكاد يكون مشابها لحالة الجهاد في اليهودية وكانها تنزح من بئرٍ واحد. وهذا ينفي أن تكون الديانة البوذية ديانة سلام.
الديانة اليهودية اعتمادا على كلام الرب فقد التزمت بوصاياه بدقة بالغة خصوصا من حيث الدفاع عن الدين اليهودي . فشّرع لهم الرب ((الجهاد)) من أجل دفع الخطر عن الدين . ولكن دعوة الجهاد في التوراة من أغرب الدعوات حيث أوكل امرها إلى شيوخ طبقة السنهدريم وطبقة الكهنة من بعدهم . في حقيقة الأمر أن دعوات الجهاد في التوراة هي دعوات ابادة تامة بكل ما في الكلمة من معنى وسوف نستعرض ذلك فيما يأتي .
في كلام جميل امر الرب الله في التوراة بأن يُجاهد شعب إسرائيل الشعوب التي حوله ولكنه لم يُبين على ماذا يُجاهدون تلك الشعوب ولذلك ترى أن دعوات الجهاد كانت دعوات ابادة وحرق وتدمير وتخريب حيث تصور لنا نصوص القتال المعتمدة على فتوى الجهاد بأن هذا الشعب إنما يُجاهد الشعوب الأخرى للتسلية فقط وهو ما تطلق عليه التوراة (( اقتلوا للهلاك فقط)).
يقول الرب في سفر إشعياء 40: 2 ((طَيِّبُوا قَلْبَ أُورُشَلِيمَ وَنَادُوهَا بِأَنَّ جِهَادَهَا قَدْ كَمُلَ، أَنَّ إِثْمَهَا قَدْ عُفِيَ عَنْهُ، أَنَّهَا قَدْ قَبِلَتْ مِنْ يَدِ الرَّبِّ ضِعْفَيْنِ عَنْ كُلِّ خَطَايَاهَا فواقعهم اصحاب يهوذا بالدعاء والصلوات وفيما هم يقاتلون كانوا يصلون الى الله في قلوبهم فصرعوا خمسة وثلاثين الفا وهم في غاية التهلل بمحضر الله ونصرته ولما فرغوا من الجهاد ورجعوا مبتهجين سبحوا الملك العظيم بلسان ابائهم)).
يُلاحظ في هذا النص أن المجاهدين يعفوا الرب عن ذنوبهم ضعفين ويعطيهم الجنة !! ولكن بماذا استحقوا الجنة والحور العين والعشاء مع موسى في الفردوس ؟
إلى هنا يبدو النص جميل ومحكم وهو امر الهي بجهاد بعض الشعوب التي لا تُدين بدين اليهودية كما يبدو من النص . ولكن ماذا بعد هذا النص ماذا عملوا بأجساد الناس بعد قتلهم ؟؟
يقول النص : ((ثم ان يهوذا امر بقطع راس نكانور ويده مع كتفه وحملهما الى اورشليم ولما بلغ الى هناك دعا بني امته والكهنة وقام امام المذبح واستحضر الذين في القلعة واراهم راس نكانور الفاحش ويد ذلك الفاجر التي مدها متجبرا ثم قطع لسان نكانور المنافق وامر بان يقطع قطعا ويطرح الى الطيور وتعلق يد ذلك الاحمق تجاه الهيكل)).
إذن أن جهاد اليهود (المقدس) كان مصحوبا بالتمثيل بالجثث وتشويهها قطع الرؤوس والايدي وخلع الاكتاف وسلّ الألسن ثم تقطيع الجثة قطعا قطعا ثم تُرمى للطيور الجارحة ، ويُعلق جزء من بدن القتيل مقابل دار العبادة (الهيكل) وكذلك كانت عملية التمثيل بالجثة مصحوبة بكلمات الشتم والفحش وبكلمات بذيئة : أنكور( الفاحش الفاجر المنافق الاحمق) . وهو ما نراه اليوم يصدر بأدق تفاصيله من فئة معينة (تدعي الاسلام) حيث وفر لنا الرب وسائل الاعلام المرئية التي تعرض لنا سيل الشتائم والسباب المصاحب لعملية التمثيل بالاجساد .
نعود للموضوع .
(الجهاد) في التوراة بماذا يأمر اتباعه هل يأمرهم بعدم قطع الشجر او قتل الحيوان والعفو عن الاطفال والنساء الشيوخ العجزة وكبار السن ، ويمنعهم من هدم الدور وغيرها ؟.
الجهاد في اليهودية كما مصرح به في الكتاب المقدس هو عملية ابادة لكل ما هو حي متحرك أمام السيف لا بل حتى الجماد من دور وقصور وغيرها ، وسوف استعرض معك اخي القارئ بعض نصوص الجهاد التي حفلت بها التوراة وما اكثرها.لأثبت لك بذلك ان كثير من سلوكيات المجاهدين هذه الأيام مستنسخة من أفعال اليهود.
قال الرب الله في كتابه المقدس التوراة يأمر بني اليهود بأن : (( لا تشفق عينك ولا ترحم الحوامل تشق والاطفال تقتل والنساء والشيوخ والغنم والحمير بحد السيف اقتلوا للهلاك . ضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرّمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف فاضرب جميع ذكورها بحد السيف اقتلوا كل ذكر من الاطفال .وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها واضربوا. لا تشفق اعينكم ولا تعفوا الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك واملأوا الدور قتلى وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ والرضعان، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ، وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ تجمع كل امتعتها الى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل امتعتها كاملة فتكون تلا الى الابد لا تبنى بعد)) انظري سفر التثنية 13 : 15

المصادر والتوضيحات ــــــــــــــــــــ
1- سفر لإشعياء 40 : 28 .
2- إنجيل لوقا 22 : 36 . و . رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 1: 27.
3- سورة التحريم آية : 9

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق