الصفحات

قال صلى الله عليه وسلم: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًا يعز الله به الإسلام وأهله، وذلاً يذل الله به الكفر» .

الجمعة، 14 يونيو 2013

أباء الكنيسة حذفوا قصة المرأة الزانية

تفسير انجيل يوحنا للأب متى المسكين
وليس في إسلامنا ما نخجل منه، وما نضطر للدفاع عنه، وليس فيه ما نتدسس به للناس تدسساً، أو ما نتلعثم في الجهر به على حقيقته ،ونحن لا ندعو الناس إلى الإسلام لننال منهم أجراً. ولا نريد علوّاً في الأرض ولا فساداً. ولا نريد شيئاً خاصاً لأنفسنا إطلاقاً، وحسابنا وأجرنا ليس على الناس. إنما نحن ندعو الناس إلى الإسلام لأننا نحبهم ونريد لهم الخير، مهما آذونا..

الخميس، 2 مايو 2013

ما الحكمة من تحريم الجماع أثناء الحيض؟

ما الحكمة من تحريم الجماع أثناء الحيض؟

تتساءل كثير من السيدات والرجال أيضا، لماذا حرم الجماع أثناء فترة حيض المرأة؟

وعن هذا السؤال الذى يراود عقل الكثيرين يجيب الدكتور عمرو حسن مدرس أمراض النساء والتوليد، بمستشفى طب قصر العينى جامعة القاهرة مشيرا إلى أن تحريم الجماع بين الزوجين أثناء الحيض له حكمة للمرأة والرجل.

فى البداية بالنسبة للمرأة وما يطالها من ضرر فيتمثل فى الآتى:

1- تحمى المرأة من المرض والالتهابات حيث إن احتقان الأعضاء الجنسية الخارجية والداخلية للمرأة فى فترات الحيض يجعلها أكثر حساسية وأسرع تعرضا للالتهابات.

2- معظم الجراثيم ترحب بالوسط الذى تتيحه إفرازات الحيض الوسط القلوى تتكاثر الجراثيم بسرعة ونشاط عجيب هذه الجراثيم تدخل لجسم المرأة من الخارج أثناء الجماع.

3- إن التهيج المرافق للمناسبة الجنسية يزيد فى احتقان وتوارد الدم إلى الأعضاء الجنسية ويسبب النزيف الطمثى الشديد والألم، وعلى الزوج أن يمتنع عن الاقتراب والملاعبة الزائدة حتى لا يسبب لها النزف والألم.

4- يتقلص الرحم أثناء الرعشة الجنسية عند المرأة، ثم يرتخى مرتشفا محتويات المهبل من إفرازات وما تحوى من جراثيم، وقد يسبب التهاب البطانة الرحمية أو التهاب الملحقات خاصة أن الأعضاء الجنسية تكون أكثر استعدادا للالتهاب فى فترة الحيض.

5- إن التوعك والآلام والحالة المرضية التى تصيب معظم النساء تجعل المرأة غير مستعدة نفسيا للجماع، فى ذلك الظرف وتشعر بالضيق والهبوط والزهد.

6- إذا كانت المرأة على استعداد نفسى للمناسبة الجنسية أثناء الطمث فلتذكر أنها معصية لله تعالى، وأن أغلب الرجال ينفرون من الرائحة الشهرية المرافقة للطمث، وقليل منهم يشعرون بالسعادة.

أما عن الضرر الذى يصيب الرجل فيتمثل فى الآتى:

1- النفور والاشمئزاز الذى يعرض للرجل من الرائحة الشهرية ومنظر الدم السائل قد يسبب له برودا وفتورا تجاه زوجته.

2- يصاب بعض الرجال بمرض الالتهاب الإحليل بعد الجماع أثناء الحيض، بسبب الجراثيم فى أعضاء المرأة ونشاطها ويسبب التهابا فى المسالك البولية.

الخميس، 14 مارس 2013

مقارنة بين الاسلام والمسيحية



أولاً : ان الاسلام يدعو إلى توحيد الله في ذاته وصفاته ، ويقول : إنه هو وحده مستحق للعبادة لا غيره : (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ))

بينما نجد المسيحية تدعو إلى عقيدة التثليث : الإله الأب ، والإله الابن ، والإله الروح القدس ، وتقول : إن الثلاثة جميعاً يستحقون العبادة .

ثانيا : ان المسيح في الاسلام ما هو إلا رسول كريم من عند الله سبحانه وتعالى ، بينما هو الله في المسيحية .

ثالثاً : ان المسيح في الاسلام جاء ليخرج بني اسرائيل من الضلال إلي الهدى ويدعوهم إلي عبادة الله وحده ، أما في المسيحية فإنه جاء ليقتل ويموت على الصليب كفارة عن خطيئة آدم .

رابعاً : الإسلام يدعو إلى الإيمان والعمل مصداقاُ لقوله سبحانه وتعالى : (( مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . )) البقرة : 62

أما المسيحية فإنها تدعو إلي الايمان بالإله الابن وترك الاعمال وخاصة الطائفة الإنجيلية ، متبعين قول بولس : إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا. [ غلاطية 2 : 16 ]

خامساً : ان الاسلام يؤكد على ان الله سبحانه وتعالى غفور رحيم يقبل توبة العباد فهو القائل في كتابه العزيز (( : وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ )) أما المسيحية فإنها تؤمن بأن الله لم يعفو عن آدم ولم يشفق على ابنه حتى انتقم منه بالصلب .

سادساً : ان الروح القدس في الاسلام هو الملك جبريل الذي أيد الله به المسيح عليه السلام أما المسيحية فإنها تزعم بأن الروح القدس هو الله .

سابعاً: يصرح القرآن الكريم بأن المسيح عليه السلام كان وجيهاً في الدنيا والآخرة أما في الانجيل فنجده ذليلاً مهاناً بين اليهود فقد قاموا بضربه ولكمه وجلده والبصق عليه . . . [ متى 26 : 67 ] و [ لوقا 22 : 63 ] .

ثامناً : يؤمن أهل الاسلام بأن الله أبطل مكر اليهود فلم يمكنهم من قتل المسيح . أما المسيحية فإنها تعلن بأن اليهود جلدوا المسيح وصلبوه .

تاسعاً: جاء في القرآن الكريم ان الحواريين لبوا دعوة المسيح ونصروه : سورة الصف الآية 14 . أما الانجيل فإنه يحكي أن الحوارين هربوا وتركوا المسيح مرقس [ 14 : 50 ]

عاشرا: ذكر القرآن الكريم على لسان المسيح عليه السلام (( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) ( المائدة : 118 )

أما الانجيل فإنه يحكي بأن المسيح كان يدعو على الفريسيين والصدوقيين بالهلاك والدمار والشتم . . . كقوله لهم يا أولاد الافاعي ويا أغبياء ويا خبثاء ( راجع أخلاق المسيح _ الصفحة الرئيسية )

الحادي عشر : إن الأنبياء والرسل في نظر الاسلام من عباد الله الصالحين المعصومين من الكبائر . أما في المسيحية فإن الانبياء أخس من الناس العاديين فمنهم من زنى ، ومنهم من عبد الاوثان ومنهم من شرب الخمر وتعرى أمام الناس . . ( راجع صفات الانبياء والمرسلين في الكتاب المقدس )

الثاني عشر: القرآن الكريم يعلن بأن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيىء يقول الله سبحانه وتعالى : (( فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَأُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير ُ)) (الشورى:11)

أما الكتاب المقدس فقد جاء فيه ان الله يشبه الانسان [ تكوين 1 : 26 ]

الثالث عشر : القرآن الكريم يعلن بأن الله لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد : (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4) ))

بينما المسيحية تؤمن بأن الله نزل الي الارض وعاش في رحم إمراة ثم خرج من فرجها في صورة طفل مولود .

السبت، 23 فبراير 2013

خواطر نصراني أسلم بين القرآن والتوراة والانجيل

 خواطر نصراني أسلم بين القرآن والتوراة والانجيل(سورة النساء)

بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد :-

الحمد لله الذي هداني إلي نعمة و نور الإسلام بعد أن عشت في ضلال النصرانية حوالي أربعين عاماً ، ولا يعلم مقدار عظمة الإسلام إلا من عاش في الكفر زماناً طويلاً.

ولا أجد أجمل و لا أعظم و لا أكمل من كتاب الله الوحيد الآن - القرآن الكريم - لأكتب عن الإسلام. وأنا لا أدعّي أنني أفسر القرآن و لكنني أشرح معانيه للنصارى ليعرفوا أنه كتاب الله بلا جدال , و أنه لم يترك صغيرة و لا كبيرة إلا شرحها بأجمل و أكمل كلام لأنه كلام الله الحقيقي

و تتضح عظمته أكثر حين نقارنه بكتاب النصارى و عقيدة النصارى .

و أختار لكم بعض ما كتبته من سورة النساء لأوضح للجميع أن القرآن سبق الدنيا كلها و مازال يسبقها و إلي يوم القيامة في الإهتمام بالنساء و الأطفال و اليتامى .

و هذه (السورة) مثل كل (السور) فيها الدعوة إلي عبادة الله وحده لا شريك له , وفيها الشرائع الخاصة بالنساء و بالأيتام بصورة لم يسبقها أو يلحقه أي مشّرع علي وجه الأرض, و فيها الحقائق الإيمانية الكونية و الأمثلة و كل ما يرام لاقتناع الناس بحقيقية الإيمان و دعوتهم إلي تطبيق شرع الله عن اقتناع .

و هذه السورة مثل كل سور القرآن تناقش الكافرين و الشركين بالعقل و بالترغيب و الترهيب لعلهم يرجعون إلي التوحيد و يؤمنون بالإسلام و لكن اليهود و النصارى كذَّبوا بالقرآن بدون أن يلمسوه أو يسمعوه أو يقرئوه أو يسألوا عن تفسيره و معانيه. فهل هؤلاء ناس مثقفين كما يدّعون؟

هل هذه هي الديموقراطية ؟؟ هل هذه حُرية الفكر وحُرية الثقافة وحُرية الإبداع كما يقولون لنا ؟؟ علي العكس تماماً – فقد أثبتوا أنهم عبيد الكهنة ولا رأي لهم و لا يملكون حُرية تفكير علي الإطلاق .

و لنبدأ مع بعض آيات من سورة النساء ... ... (عدد آياتها 176 آية )

(الآية الأولى )
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم-- بسم الله الرحمن الرحيم :

الله سبحانه و تعالى يأمر الناس قائلاً : اتقوا الله الذي خلقكم من إنسان واحد(و هو آدم عليه السلام ) أي أنهم جميعا سواء عند الله ، وأن الله خلق حواء من آدم ، و منهما البشر جميعاً ، ثم يؤكد علي ضرورة تقوى الله و يربطها بضرورة حفظ صلة الرحم بينهم ، و أن الله رقيب علي البشر في أعمالهم و حياتهم . و هذا تأكيد علي حب الله لاحترام صلة الرحم.

تعليق :-

* إعلم يا عبد الله أن خلق البشر جميعاً من آدم عليه السلام ،و خلق آدم من تراب بدون أب أو أم من ضلع آدم . كل هذا أعظم من خلق عيسى عليه السلام من رحم مريم بدون أب . لأن المرأة مهيأة للحمل و الولادة . و لا يوجد أمر مستحيل عند الله . بل هي كلمة (كُن) فيكون الأمر ، وبها تقوم السموات و الأرض منذ خلقهما إلي يوم القيامة ، وبها يقوم البشر جميعاً في يوم الدين لله عزّ و جلّ . بل إن بعث البشر الموتى جميعاً في ثانية واحدة لهو أعظم من أي شيء حدث علي الأرض -و بلا مقارنة - أعظم من خلق عيسى عليه السلام في رحم مريم . بل أن الاستنساخ الذي توصّل إليه العلم و هو تكوين إنسان كامل - بدون أب – في رحم أمه لهو دليل علي كذب إدعاء النصارى أن ولادة المسيح بدون أب دليل علي تأليه المسيح ( تعالى الله عما يقولون ) و المسيح برئ منهم .

- و نأتي إلي كتاب النصارى الذي يدعونه (الكتاب المقدس ) و في الجزء الأول منه ( العهد القديم ) - في أوله – يذكر كتاب (تكوين ) المنسوب إلي توراة النبي موسى عليه السلام تجد قصتان متضاربتان عن خلق الله للسموات و الأرض و خلق آدم و حواء ، وتجدهم ينسبون إلي الله صفات البشر لكي يصدق النصارى أن الله ممكن أن يكون إنسان له جسد حسب عقيدتهم الفاسدة .

- ومن أسخف ما كتبوا أن الله استراح و تنفس بعد ما خلق مخلوقاته ،و أن الله خلق آدم و حواء مرة واحدة و قال لهما [ أثمروا و املئوا الأرض ] ثم جاء في الصفحة التالية في نفس الكتاب ليقول أن الله خلق آدم ثم أوقع عليه نوماً و أخذ ضلعاً من أضلاعه و كسا مكانه لحماً و خلق منه حواء ، و كان كل هذا في الجنة ثم طردهما من الجنة إلي الأرض ثم أضاف أن الله خلقهما [ ذكراً و أنثى علي صورة الله و مثاله ] ؟؟؟

- ثم يضيف أن الله يمشي في الجنة و خطواته لها صوت يسمعه آدم ؟؟ ثم يخشى الله أن يأكل آدم و حواء من (شجرة الحياة ) فيعيشان للأبد ؟؟ فيضع حارسا – ملاكا قويا – و معه سيف من نار ليحرس شجرة الحياة من آدم و حواء ؟؟ و كأن إذا أكل آدم من الشجرة الخرافية فلا يستطيع الله أن يميته أي يصير إلهاً ؟ و كأن الله لا يستطيع أن يمنع آدم من العودة إلي الجنة فيضع ملاكاً قوياً ليحرس الطريق بين الأرض و الجنة ؟؟ ولأن الملاك لا يستطيع هو أيضاً أن يحرس الطريق فأعطاه الله سيفاً من نار .

- في هذا الكتاب المُحرّف تجد بعض الحق يشهد ضدهم حيث ذكر كتاب [خروج 33 : 200 ] أن الله قال للنبي قال للنبي [ الإنسان لا يقدر أن يراني و يعيش ] أي أن الله لا و لن يراه إنسان علي وجه الأرض . ثم يضيف كتابهم في [ إشعياء18 : 40 ] أن الله قال لهم [ بمن تشبهونني فأساويه] ثم قال في [إشعياء 16 :29 ، 8 :42 ] أن الله قال لهم [ يا لتحريفكم ..أتجعلون الجابل كالطين ] أي : لقد حرفتم كتاب الله و جعلتم الله الخالق مثل البشر المخلوق من الطين . و الأسلوب استنكار و إنكار لما قالوه .

أما عن صلة الأرحام – فإني أََعجب للقول المدسوس علي المسيح الذي عبدوه في [ إنجيل متى 10: 14 ] و [إنجيل لوقا 12 :46 ، 14 :25 ] أنه قال [لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً علي الأرض . ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً . جئت لأُفّرق الإنسان ضد أبيه و الإبنة ضد أمها و أعداء الإنسان أهل بيته ] و [ جئت لألقي ناراً علي الأرض أتظنون أني جئت لأعطي سلاماً –كلا بل جئت انقساما ] .

- وأي نبيّ لا يمكن أن يقول هذا الكلام ، فما بالكم أنهم جعلوه إله؟و يدعونه [ملك السلام] ؟ هذا الكلام اخترعوه لإثارة الحملات الصليبية ضد المسلمين ، لأن أصل هذا الكلام مكتوب قبل المسيح بمئات السنين في كتاب منسوب لنبيّ يهودي أسمه [ ميخا 6 : 7 ] أن هذه الأفعال فعلها اليهود فعاقبهم الله بالدمار و الخراب و الشتات ، فكيف يفترون و يقولون أن المسيح جاء ليفعل كل الخطايا لبتي بسببها عاقب الله اليهود ؟ ثم يعبدون المسيح ؟ بل أنهم بقولهم هذا جعلوا المسيح يبدو جاهلاً بالتوراة . بل إن كاتب الإنجيل هو الجاهل . و هذا كله عكس ما يدعونا الله إليه في القرآن الكريم . فأيهما كتاب الله ؟

اليتامي ( الآيات 2 – 10 )
بعد التأكيد علي ضرورة احترام صلة الرحم لأنها من تقوى الله ، يأتي الحديث عن أضعف البشر و هم الأيتام ، و يجعلهم مثل الأهل تماماً . هكذا تكون الشريعة الكاملة .

و توضح الآيات الكريمة أن العرب كانوا قبل الإسلام يأكلون ميراث اليتامى أو يبادلون الميراث الجيد بشيء أخر غير جيّد ، أو يضموا أموال اليتيم إلي أموالهم في التجارة و يأكلون ربحها ، أو ينفقون علي أنفسهم من أموال الأيتام بلا حدود . بل أن بعضهم كان يحتجز البنت اليتيمة الجميلة عنده حتى إذا كبرت تزوجها بلا مهر أو طمعاً في مالها .

و جاءت شريعة الله الكاملة التي لم يأت مثلها من قبل لأنها الختام مع خاتم الأنبياء ، وجاءت لكي تصحح كل هذا و غيره ، فجاء أمر الله بمنع كل ما سبق ،و تحديد الحدود الشرعية العادلة لكل فعل من هذه الأفعال ، فجعل الزواج الشرعي يشمل أربع زوجات بدلاً من الطمع في البنات اليتيمات ، بشرط العدل بينهن و من يخاف ألا يعدل يكتفي بواحدة ، و الزوجة اليتيمة أو غير اليتيمة لها مهر و هذا المهر فرض من الله و يكون ملكاً خاصاً للزوجة إلا إذا تنازلت للزوج عن شيء من مهرها برضاها . و أحب أن أضيف أن الله حّرم تَبنيّ الأيتام تحريماً كاملاً ( سورة الأحزاب 5) و تشمل الآيات تحذيرات شديدة من الله لمن يتجاوز هذه الأحكام .

 و نأتي إلي الأناجيل الأربعة فنجدها لا تذكر شيئاً عن اليتامى ، لأن المسيحية امتداد لليهودية ، كما قال لهم المسيح و لم يفهموا كلامه في [ إنجيل متى 5 : 17 ] أن المسيح جاء ليكمل رسالة موسى و كل أنبياء اليهود ( عليهم السلام ) لا لكي ينقصها ، و قال أن شريعة الله في التوراة لا يسقط منها حرف إلي أن تأتي الرسالة الكاملة . و لو كان المقصود بالرسالة الكاملة هو الإنجيل لقال ذلك ، و لكن المقصود هو القرآن الكريم .

أما التوراة الموجودة معنا الآن فقد ذكرت الأيتام في عُجالة في موضع واحد فقط [ تثنية 24 : 17 ] مكتوب [ لا تُعوِّج حكم اليتيم و الغريب ] .

 أما عن تعدد الزوجات فهو بلا حدود كما جاء في [خروج 21 : 10] و [ تثنية 21 : 16 ] و [ تثنية 24 : 1 ] و رسائل بولس تؤكد أن المسيحية كان فيها تعدد زوجات قبل أن يخترع البطاركة الزواج بواحدة .


الميراث ( الآيات 11 – 14 )
و تنتقل الآيات الكريمة من الحديث عن الأيتام و ميراثهم و حقوقهم إلي الحديث عن الميراث عامة لأن القول بالقول يُذكر و هذا الشرع يشمل : -

1. الذَكر يرث مرتين مثل الأنثى لأنه المأمور بإعالة الإناث من أهله ، و هو المكلف بالحرب و الصدقة و الزكاة …… الخ .

2. قبل التوريث يتم سداد ديون المتوفى أولاً ، ثم يتم تنفيذ وصيته إن كان له ديون أو وصية ، ثم يتم توزيع الميراث . و حددت السُنَة الوصية بثلث الميراث .

3. الزوج يرث زوجته ، و الزوجة ترث زوجها في حدود الشرع المشروح في الآيات .

4. المتوفى بدون ولد أو زوجة أو والدين يرثه اخوته ، للذكر مثل حظ الأُنثيين .

5. و ينتهي التشريع بالترغيب و الترهيب : من يُنفذ شرع الله و سُنَّة النبي يدخل الجنة ، و من يعصي أي منهما يدخل النار و له عذاب مهين .

و أحب أن اُعلق علي ضرورة طاعة النبي و ربطها بطاعة الله ، و أنها لا علاقةَ لهل بشرك النصارى الذين جعلوا المسيح ابناً لله ثم جعلوه هو الإله .

و أقول : - إن الإيمان بالله - عن طريق أي نبي - يستلزم أولاً الإيمان برسالة هذا النبي و التصديق بأنه رسول الله ، و بالتالي تجب طاعته في كل ما جاء به و بالتالي فإن معصيته تكون معصية لله لأنه يحمل أوامر الله إلي البشر كما جاء في الكتاب المنسوب للنبي موسى أن الله قال له [ لكي يسمع الشعب فيؤمنوا بك أيضاً إلي الأبد ] [ خروج 19 : 9 ] و إن كان أُسلوبهم في تَحريف .

 كذلك طاعة الرسول واجبة في كل ما لم يذكره الله في كتابه لأن أي رسول يكون أشد الناس عبادة لله و لا يفعل و لا يقول إلا ما يأمره الله به و هذه هي سُنة الأنبياء المذكورة في كتابهم أيضاً [ حزقيال 43 : 11 – 12 ، 44 : 5 ]

 أما الأناجيل الأربعة فلم تتعرض للميراث إلا في موقف واحد لا أُصدق أن المسيح فعله- كما جاء في [ إنجيل لوقا 12 : 14 ] أن يهودياً لجأ إلي المسيح لكي يقول لأخيه أن يقاسمه الميراث ، فرَدّ المسيح بعُنف شديد .

و التوراة كذلك لم تتعرض لموضوع الميراث .

و هذا إن دل علي شيء يدل علي :-

1. الشرائع السابقة علي الإسلام ناقصة و تحتاج إلي الشريعة الإسلامية .

2. الكتب السابقة مُحرَّفة لأنه يستحيل ألا تتعرض لموضوع اجتماعي خطير مثل هذا .

لذلك نجد أن كل دولة مسيحية تخترع لنفسها شرائع غير عادلة سواء في الزواج أو الأيتام أو الميراث ، بل أن الكثير منهم يأخذ من شريعة الإسلام الكاملة و تجد قوانين هذه الدول تتغير كل فترة بعد أن يظهر فسادها ، بعكس الشريعة الإسلامية الثابتة و لا تتغير منذُ أكثر من 14 قرناً لأنها شريعة الله الكاملة .

و المثال علي ذلك أن الدول المسيحية لا تُحّرم التبني و لو كان الطفل معلوم الأبوين ، و أنتهي الأمر إلي شيوع بيع الأطفال من الأُسر الفقيرة إلي الأغنياء ، و تمادى إلي تأجير الأرحام لإنجاب أطفال مقابل ثمن معلوم . و الله أعلم بما سيحدث بعد ذلك .

هذا كله نتيجة عدم إتباع شرع الله و إتباع شرائع البشر الكافرة .

أما القرآن الكريم فهو شرع الله الكامل لكل البشر في كل شيء يخطر علي بالهم و يستحق أن يكون الكتاب الناسخ و المهيمن علي كل ما سبقه إلي يوم القيامة .

الفاحشة و التوبة و حُسن معاشرة الزوجات و الصبر عليهن ( الآيات 15 - 19 )

و تنتهي بقوله تعالى عن الزوجات ( و عاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعيى أن تكرهوا شيئاً و يجعل الله فيه خيراً كثيراً )

و هذه الآية الأخيرة أمر من الله - للرجال - بالصبر علي النساء – و لو كرهها الرجل - و عدم التسُّرع في الطلاق ، و الترغيب في المحافظة علي الزواج بأن الله سيجعل منه خيراً كثيراً كما قال النبي صلي الله عليه و سلم بأن يرزقه الله منها الولد الصالح يدعو له بعد موته .

و هذا الحديث يأتي بعد الحديث عن تعدد الزوجات المُحدَّد بأربعة فقط ، و حقوق الأيتام و حقوق الميراث ، و يأتي قبل الحديث عن حدود شريعة الزواج في المهر و الزواج المُحرَّم و المُحلَّل .

 و تحتوي هذه الآيات علي الأوامر و النواهي التالية : -

1. النساء اللاتي تفعلن الفاحشة بشهادة أربعة رجال علي ذات الفعل يتم حبسهن في البيوت إلي الموت ، إلي أن يجعل الله لهن طريقة أخرى للعقاب .

و قد حدث بعد ذلك أن جاء الشرع بعقاب الزاني و الزانية بالرجم للمتزوجين و الجلد للبكر و هذا التدرج في إنزال التشريع معروف في الإسلام و له أمثلة مثل تحريم الخمر .

2. الرجال الذين يفعلون فعل قوم لوط يتم ضربهم و إهانتهم إلي أن يتوبوا وقد تبدل هذا العقاب بعد ذلك بالرجم.

3. المتزوج الذي يريد تطليق زوجته لا يقوم بمضايقتها حتى تتنازل عن حقوقها

4. الأوامر بحُسن معاملة النساء و تحريم ظُلمهن : -

أ ) تحريم أفعال الجاهلية : - كان يحبس زوجة أبيه أو أخيه المتوفى فإن شاء تزوجها غضباً عنها بدون مهر أو يزوجها لغيره و يأخذ مهرها أو يحبسها لتخدمه بلا زواج .

ب)تحريم إمساك الزوجة للأضرار بها فلا يعاشرها و لا يطلقها .

ج) يعاشرها بالمعروف و إن كرهها وله الخير من عند الله و الولد الصالح أو الرزق الكثير .

5. و التوبة المقبولة : -

أ‌) من يفعل السوء بجهل ثم يتوب بسرعة فإن توبته مقبولة .

ب‌) الذي لا يتوب إلا عند الموت يموت مَوتة الكافر و له عذاب النار .


 و نأتي إلي التوراة الموجودة معنا الآن نجد الآتي : -

1 ) الطلاق بلا حدود - في الإسلام ثلاث تطليقات فقط ثم لا تحل له [ تثنية 24 ] .

2 ) الشهادة علي الزنا بشهادة رجلين فقط . و الإسلام يتحرى العدالة فجعل الشهود أربعة و جعل لهم عقوبة الجلد إن كذبوا أو اختلفت شهادتهم [ تثنية 19 : 15 ] .

3 ) أحكام متضاربة و هذا نتيجة التحريف و شهادة دافعة علي أنها ليست التوراة الأصلية فنجد فيها : -

أ ) من يزني مع العبدة المخطوبة يتم تأديبهما فقط [ لاويين 19 : 20 ] بدون توضيح العقاب .

ب ) رجم الزاني و الزانية و إن كانت بكر [ تثنية 22 : 23 ] ، [ لاويين 20: 15 ]

ج ) الذي يزني مع بكر غير مخطوبة يتزوجها و لا يحل له أن يطلقها ؟ [ تثنية 22 : 28 ] و[خروج 22 : 16 ] و الذي يزني مع البكر في حقل يتم رجمه هو فقط ؟ [ تثنية 22 : 25 ]

د ) ابنة الكاهن الزانية تُحرق بالنار [ لاويين 21 : 9 ] .

ه) الزنا مع المحارم ( الأخت و زوجة الأب و زوجة الأخ و العم ) يتم تعقيم الزناة ؟ [لاويين20 : 17 - 21 ]

و ) رجم من يفعل فعل قوم لوط ( لاويين 20 : 13 ] - و إن فعل ذلك مع حيوان يتم رجم الحيوان أيضاً ؟؟؟ [ تثنية 22 : 23 ] ، [ لاويين 20 : 15 ] .

 و أكرر أن المسيح أمر أتباعه بضرورة إتباع شريعة الله التوراة و لا يتركوا منها حرفاً واحداً . [ متى 5 : 17 - 19 ]

أما المسيحية فلا تذكر أي شيء عن كل هذا لأنها استمرار لليهودية كما قلت

و يقولون أن المسيح رفض رجم المرأة الزانية التي أمسكها الرجال و هي في ذات الفعل و يحتجون بهذا ليقولوا أن المسيح ألغى كل أحكام التوراة ؟؟ [ إنجيل يوحنا 8 ] .

 و يقول علماء النصارى أن المسيح رفض رجم الزانية لأن الذين امسكوها هم الذين يزنون معها ، و قد فعلوا ذلك كيداً للمسيح لكي يختبروه : هل يعرفهم و يعرف حقيقتهم إن كان نبيّ الله حقاً ، أو يأمرهم برجمها متخلياً عن دعوته إلي التسامح ؟ لذلك قال لهم المسيح كلمته المشهورة [ من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر ] و هو يعني أن من كان منكم لم يزني معها فليرجمها أولاً . لذلك لم يتجرأ أي واحد منهم علي رجمها فتركوها . كذلك المسيح لم يرجمها لأن الشهود كانوا زور و الأنبياء لا يأخذون إلا بشهادة شهود العدل .

و أكتفي بهذا القدر من كتاب الله

الخاتمة


هذه السورة عدد آياتها 176 آية و قد إختصرت شرح 19 آية فقط منها و الباقي حوالي 50 صفحة .

و هذه السورة ليست هي كل ما يتعّلق بالنساء في القرآن الكريم بل يوجد غيرها الكثير في سور أخرى .

 و قد اشتملت علي كل ما يختص بالنساء و اليتامى،و علاقة الرجال بالنساء ، و حدود الله في هذا الموضوع الحيوي الذي تقوم عليه الأمم . و حتى الإماء أنصفهن الله في هذه السورة و في سور أخري مثل سورة النور و سورة الحجرات و سورة الأحزاب شمل الأسرة كلها و حجاب المرأة و مسألة التبني و كل ما يهم الأسرة حتى استئذان الطفل قبل دخوله حجرة أبويه . هذه عظمة دين الله الوحيد الصحيح علي وجه الأرض .
 الإسلام جعل المرأة إنساناً محترماً متحشماً ، تخضع للرجل في حدود ما أمر الله به و في طاعة الله ، أما الآخرون فقد جعلوا المرأة جسداً عارياً مبتذلاً لكل الرجال و جعلوا المرأة عبده لجسدها بدعوى الموضة و الحرية .

 الإسلام جعل من المرأة : الأم - و لو كانت كافرة ، و الزوجة - و لو كانت نصرانية أو يهودية و الشقيقة و الابنة ، و لكل حالة منهم أحكامها الخاصة بها تحوطها الرحمة و العدل و تحافظ علي حقوقها و إن مات أهلها و الآخرون جعلوها العشيقة و الخليلة المباحة للكل أو الراهبة المحبوسة ، و لا توجد قوانين دينية خاصة بحماية المرأة، بل لها قوانين وضيعة في ظاهرها حماية المرأة و الأسرة ، و في باطنها عذابها و تشريدها . بل جعلوا الزاني شاهداً علي من زنا معها فيحبسونها و يطلقون سراحه ؟ ؟ أين المساواة التي يتشدقون بها و فرضوا الزواج بواحدة بلا طلاق فأصبح الرجل يخشى الزواج و يسعى للزنا بزعم الحرية و تجاوبت النساء مع الرجال لإشباع الرغبة الجنسية نظراً لصعوبة الزواج .

و هكذا قوانين البشر تكون ضد مصلحة البشر بعكس قوانين الخالق الأعلم بطبيعة خلقه .

 الإسلام جعل المرأة مصونة في الملابس و التصرفات فتتحرك باحترام بدون زينة أو عطر يلفت الأنظار و يستنفذ الشهوات نحوها ، و الآخرون جعلوا كل مكاسبها جسدها و جمالها فإن ذبل ضاعت في الدنيا و الآخرة .

 الإسلام جعل المرأة تحارب خلف الرجال و ترعى جرحاهم و تساعد المقاتلين بالماء و الطعام ، و الآخرين جعلوها( سلاح ترفيه ) للجنود في السلم و الحرب و إن دخلت تحت مسميات( تجنيد ) النساء ، لدرجة أنه اليوم أصبح لكل جيش غربي (متعهدين ) لتوريد البغايا بعد فحصهن و بأعلى الأجور أو بالقوة و التهديد .

الحمد لله علي نعمة الإسلام و لا حول و لا قوة إلا بالله

السبت، 17 نوفمبر 2012

حد الردة عند اله اهل الكتاب

حد الردة عند اله اهل الكتاب

ماذا يقول الكتاب المقدس عن الارتداد هن العقيدة ؟
سفر التثنية:13

6 واذا اغواك سرا اخوك ابن امك او ابنك او ابنتك او امرأة حضنك او صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد آلهة اخرى لم تعرفها انت ولا آباؤك
7 من آلهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك من اقصاء الارض الى اقصائها
8 فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترقّ له ولا تستره
9 بل قتلا تقتله.يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا.
10 ترجمه بالحجارة حتى يموت.لانه التمس ان يطوّحك عن الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية.
11 فيسمع جميع اسرائيل ويخافون ولا يعودون يعملون مثل هذا الامر الشرير في وسطك
12 ان سمعت عن احدى مدنك التي يعطيك الرب الهك لتسكن فيها قولا
13 قد خرج اناس بنو لئيم من وسطك وطوّحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب ونعبد آلهة اخرى لم تعرفوها
14 وفحصت وفتشت وسألت جيدا واذا الامر صحيح واكيد قد عمل ذلك الرجس في وسطك
15 فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرّمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف.
16 تجمع كل امتعتها الى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل امتعتها كاملة للرب الهك فتكون تلا الى الابد لا تبنى بعد

ماهو ذنب البهائم و الاطفال والنساء ؟
لماذا تحرق المدينه ؟
لماذا هذه المذبحة الجماعية ؟!
اين ذلك من أحكام الإسلام الرحيمة من التعذير وإقامة الحجة والدعوة للتوبة ؟
ومعلوم أن فى العهد القديم جرائم عقوبتها القتل، مثل:
الأكل من ذبيحة السلامة والشخص على غير طهارة [لاويين 7/20]
والأكل من ذبيحة السلامة فى اليوم الثالث [لاويين 19/5]
والأكل من شحوم البهائم التى تقدم كقرابين [لاويين 7/25]
وأكل الدم [لاويين 7/27]
والذبح بعيدًا عن باب خيمة الاجتماع [لاويين 17/3]
واللواط [لاويين 20/13]
وإتيان البهائم [لاويين 20/15]
وإتيان المرأة فى حيضها [لاويين 20/18]
والعمل فى يوم الكفارة [لاويين 23/30]
والامتناع عن صوم يوم الكفارة [لاويين 23/29]
وسب الوالدين [لاويين 20/9]
وعمل السحر أو العرافة [لاويين 20/27]

فهذه جرائم عقوبتها القتل، ومعلوم أن الكفر بالله أشد الجرائم فى جميع الأديان، فهل شرع الرب فى العهد القديم القتل عقوبة على هذه الجرائم، ولم يشرع القتل على أشد الجرائم بإطلاق ؟ .. وإذا كان مستحسنـًا من الرب أن يشرع عقوبة القتل على هذه الجرائم وغيرها، فلماذا يا نصراني تستقبح نفس العقوبة على جريمة الردة وهى أشد خطرًا من هذه الجرائم ؟
يحتاج النصراني أن يُذكَّر بما فعله الرب بعبدة العجل [خروج 32/28]، وبما حصل لمدعى نبوة البعل فى وادى قيشون [ملوك أول 18/17].

ثم يُذكَّر بالنصوص الصريحة فى حد الردة فى العهد القديم:

- ( من يقرب ذبائح لآلهة غير الرب وحده يهلك ) [خروج 22/20].

- ( اذا وجد في وسطك في احد ابوابك التي يعطيك الرب الهك رجل او امرأة يفعل شرا في عيني الرب الهك بتجاوز عهده ويذهب ويعبد آلهة اخرى ويسجد لها او للشمس او للقمر او لكل من جند السماء. الشيء الذي لم أوص به. وأخبرت وسمعت وفحصت جيدا واذا الأمر صحيح اكيد قد عمل ذلك الرجس في اسرائيل فاخرج ذلك الرجل او تلك المرأة الذي فعل ذلك الامر الشرير الى ابوابك الرجل او المرأة وارجمه بالحجارة حتى يموت. على فم شاهدين او ثلاثة شهود يقتل الذي يقتل.لا يقتل على فم شاهد واحد. ايدي الشهود تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا فتنزع الشر من وسطك ) [تثنية 17/2].

- ( ومن جدف على اسم الرب فإنه يقتل يرجمه كل الجماعة رجمًا، الغريب كالوطنى عندما يجدف على الاسم يقتل ) [لاويين 24/16]

- ( كل إنسان من بنى إسرائيل ومن الغرباء النازلين فى إسرائيل أعطى من زرعه لمولك فإنه يقتل، يرجمه شعب الأرض بالحجارة ) [لاويين 18/21].

- ( إن سمعت عن إحدى مدنك التي يعطيك الرب إلهك لتسكن فيها قولا: قد خرج أناس بنو لئيم من وسطك وطوّحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب ونعبد آلهة اخرى لم تعرفوها، وفحصت وفتشت وسألت جيدا وإذا الأمر صحيح وأكيد قد عُمل ذلك الرجس في وسطك، فضربًا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف، وتحرّمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف، تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها، وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها كاملة، للرب الهك، فتكون تلا إلى الأبد لا تبنى بعد. ولا يلتصق بيدك شيء من المحرّم؛ لكي يرجع الرب من حمو غضبه، ويعطيك رحمة، يرحمك ويكثرك كما حلف لآبائك ) [تثنية 13/12].

واضح أن الرب فى العهد القديم لم يعرف أن قساوسة النصارى اليوم سيسمون حد الردة إرهاب لإتباع الإله وإكراه في الدين !
سفر التثنية
13: 6 و اذا أغواك سرا اخوك ابن امك او ابنك او ابنتك او امراة حضنك او صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب و نعبد الهة اخرى لم تعرفها انت و لا اباؤك
13: 7 من الهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك من إقصاء الأرض الى إقصائها
13: 8 فلا ترض منه و لا تسمع له و لا تشفق عينك عليه و لا ترق له و لا تستره
13: 9 بل قتلا تقتله يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا
أرأيتم يا عوام النصاري .. تدليس القساوسة وإفتراء الكذب عليه بل وبإنكار حد الردة يكونوا ينتقدون الله ذاته وشريعته سبحانه وتعالى
كل ذلك في سبيل الحقد على الإسلام
ألا لعنة الله على الكافرين

الجمعة، 9 نوفمبر 2012

الأدب الجنسي في الكتاب المقدّس

 الأدب الجنسي في الكتاب المقدّس
(أمثال7: 6) لاحظت بين البنين غلامًا عديم الفهم. عابر عند الشّارع عند زاويتها وصاعدًا في طريق بنيها. وإذا بامرأة استقبلته في زي زانية .. فأمسكته وقبلته، وأوقحت وجهها وقالت له: فرشت سريري بموشى كتان من مصر وعطرت فراشي بمر وعود وقرفة: هلمّ نرتو ودًّا إلى الصّباح: نتلذّذ بالحبّ ... أغوته بكثرة فنونها، بملث شفتيها طوحته، ذهب وراءها لوقته كثور يذهب إلى الذّبح.

التّغزّل بثدي المرأة

(أمثال 5: 16) وأفرح بامرأة شبابك الظّبية المحبوبة والوعلة الزّهيّة: ليروك ثدياها في كلّ وقت.

سفر نشيد الأنشاد: نصوص غراميّة

(نشيد 1: 13) صرّة المر حبيبي لي: بين ثديي يبيت. ها أنت جميلة يا حبيبتي. ها أنت جميل يا حبيبي وحلو سريرنا أخضر. حبيبي بين البنين: تحت ظله اشتهيت أن أجلس ... أدخلني بيت الخمر ... شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني.

(نشيد 3 : 1) في اللّيل على فراشي طلبت من تحبه نفسي فما وجدته. إنّي أقوم وأطوف في المدينة في الأسواق وفي الشّوارع أطلب من تحبّه نفسي ... وجدني الحرس الطّائف في المدينة فقلت: أرأيتم من تحبّه نفسي؟ فما جاوزتهم إلا قليلاً حتى وجدت من تحبّه نفسي. فأمسكته ولم أرخه حتى أدخلته بيت أمي وحجرة من حبلت بي. أحلفكن يا بنات أورشليم بالظّباء وبأيائل الحقول ألا تيقظن ولا تنبّهن الحبيب متى شاء.

(نشيد 4: 1) هاأنت جميلة يا حبيبتي ... عيناك حمامتان ... شفتاك كسلكة من القرمز. خدّك كفلقة رمانة تحت نقابك ... ثدياك كخشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السّوسن.

(نشيد 7: 1) ما أجمل رجليك بالنّعلين يا بنت الكريم. دوائر فخذيك مثل الحلي، صنعة يديّ صنّاع. سرّتك كأس مدّورة لا يعوزها شراب ممزوج. بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسّوسن ثدياك كخشفتي توأمي ظبية. قامتك هذه شبيهة بالنّخلة وثدياك بالعناقيد. قلت إنّي أصعد إلى النّخلة وأمسك بعذوقها وتكون ثدياك كعناقيد الكرم. ليتك كأخ لي الرّاضع ثدي أمّي. وهي تعلمني فأسقيك من الخمر الممزوجة من سلاف رماني. شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني.

(نشيد 8: 8) لنا أخت صغيرة ليس لها ثديان، فماذا نصنع لأختنا في يوم تُخطَب؟؟؟

أنا سور، وثدياي كبرجيْن.

اللّهجة الجنسيّة في سفر حزقيال

(حزقيال16: 1) وكانت إلي كلمة الرّب قائلاً: يا ابن آدم عرف أورشليم برجساتها.

اتّكلتِ على جمالكِ وزنيت على اسمك. وسكبتِ زناك على كل عابر... وصنعت لنفسك صور ذكور. وزنيتِ بها وفي كلّ رجساتك وزناك لم تذكري أيّام صباك إذ كنت عريانة وعارية. وفرجيت رجليكِ لكل عابر وأكثرتِ زناك. وزنيت مع جيرانك بني مصر الغلاظ اللّحم. وزدت في زناك لإغاظتي. لكلّ الزّواني يعطون هديّة. أمّا أنت فقد أعطيت كلّ مُحبّيك زناكِ. ورشيتيهم ليأتوك من كلّ جانب للزّنا بك. فلذلك يا زانية: اسمعي كلام الرب: من أجل أنّك قد انفق نحاسك وانكشفت عورتك بزناك بِمُحِبّيكِ... لذلك ها أنذا أجمع مُحبّيك الذين لذذتِ لهم... فأجمعهم عليك من حولك وأكشف عورتك لهم لينظروا كلّ عورتك... وأُسلِّمك ليدهم... فينزعون عنك ثيابك ويأخذون أدوات زينتك ويتركونك عريانة وعارية.

قصة العاهرتين: أهولا وأهوليبا

(حزقيال23: 1) يا ابن آدم: كان هناك امرأتان ابنتا أم واحدة وزنتا بمصر في صباهما زنتا. هناك دغدغت ثدييهما وهناك تزعزعت ترائب عذرتهما. واسمهما اهولة الكبيرة وأهوليبا أختها. وزنت أهولة من تحتي ولم تترك زناها من مصر أيضًا لأنهم ضاجعوها في صباها. وزعزعوا ترائب عذرتها وسكبوا عليها زناهم. لذلك سلمتها ليد عشاقها الذين عشقتهم. هم كشفوا عورتها. فلمّا رأت أختها أهوليبة ذلك أفسدت في عشقها أكثر منها وفي زناها أكثر من زنا أختها. عشقت بني أشور فرسانَا راكبين الخيل كلّهم شبّان شهوة. وزادت زناها. ولمّا نظرت إلى رجال مصورين على الحائط عشقتهم عند لمح عينيها إياهم. وأرسلت إليهم رسلاً فأتاها بنو بابل في مضجع الحبّ ونجّسوها بزناهم... وأكثرت زناها بذكرها أيّام صِبَاها الّتي فيها زنت بأرض مصر. وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيهم كمني الخيل. وافتقدتِ رذيلة صباكِ بزغزغة المصريين ترائبك لأجل ثدي صباكِ.

الله يعاقبهم فيوقعهم في الزّنا

(حزقيا23: 22) لأجل ذلك يا أهوليبة، قال السّيّد الرّب: ها أنذا أهيج عليك عشاقك: ينزعون عنك ثيابك... ويتركونك عريانة وعارية، فتنكشف عورة زناك ورذيلتك وزناك. تمتلئين سكرًا وحزنًا كأس التّحيّر والخراب... فتشربينها وتمتصّينها وتقضمين شقفها. وتجتثّين ثدييك لأنّي تكلّمتُ. فهوذا جاءوا. هم الذين لأجلهم استحممتِ. وكحّلتِ عينيك وتحلّيت بالحليّ. وجلستِ على سرير فاخر... فقلت عن البالية في الزّنا الآن يزنون زنًا معها.

(عامو 7: 16) وقال الرّبّ لمصيا: أنت تقول لا تتنبّأ على إسرائيل. لذلك قال الرّبّ: امرأتك تزني في المدينة وبنوك وبناتك يسقطون بالسّيف.

(ارميا 8: 10) قد رفضوا كلمة الرّبّ... لذلك أعطي نساءهم لآخرين وحقولهم لمالكين. لأنّهم من الصّغير إلى الكبير. كلّ واحد منهم مولع بالرّبح من النَّبيِّ إلى الكاهن.

(اشعيا 3: 16) قال الرّبّ: من أجل أن بنات صهيون يتشامخن ويمشين ممدوات الأعناق وغامزات بعيونهن وخاطرات في مشيهن ويخشخشن بأرجلهن يصلِع السّيّد هامة بنات صهيون ويعرّي الرّبّ عورتهن.

(ارميا 13: 22) لأجل عظمَة إثمِكِ: هُتِكَ ذَيلاكِ وانكشف عقباك... فسقك وصهيلك ورذالة زناك: فأنّا أرفع ذيليك على وجهك فيُرى خزيك.

(ناحوم 3: 4) من أجل زنا الزّانية الحسنة الجمال صاحبة السّحر البائعة أممًا بزناها وقبائل بسحرها. ها أنذا عليك يقول ربّ الجنود: فأكشف أذيالك إلى فوق وجهك، وأُري الأممَ عورتك.

(تثنية 28: 15) خاطب الرّبّ بني إسرائيل مهدّدًا إيّاهم: أن لم تسمع لصوت الرّب إلهك: تأتي عليك جميع اللعنات وتدركك... تخطب امرأة، ورجل آخر يضطجع معها.

(هوشع 2: 2) حاكموا أمّكم لأنّها ليست امرأتي وأنا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها لئلا أجرّدها عارية ولا أرحم أولادها لأنّهم أولاد زنا... والآن أكشف عورتها أمام عيون مُحبّيها( ).

الأحد، 26 أغسطس 2012

نهاية إسرائيل في القرآن الكريم!

نهاية إسرائيل في القرآن الكريم!
المــهندس عـدنان الرفــاعي
كاتـب ومـفـكِّــر إســـلامي

بسم الله الرحمن الرحيم
كثرت في الأونة الأخيرة كتابات تتحدث عن نهايات دولة إسرائيل, وتستند في قولها هذا إلى نبوءات وردت في العهد القديم و القرآن! وبعضها يستند إلى القرآن فقط!
ونورد للقارئ الكريم نموذجا من هذه الكتابات, تاركين له مسألة الحكم عليها! 
 
نهــاية إسـرائيــل في الـقرآن الكـريـم

.. إنّ الحديثَ عن الغيبيات يحمل مجازفةً بحقيقة إدراكنا للمقدمات التي ننطلق منها في الحديث عن تلك الغيبيات ، وبمصداقيّتها .. وفي الوقت نفسه يحمل - هذا الحديث - إدراكاً عميقاً لفهم تلك المقدّمات إذا ما تمَّ تحقّقُ هذه الغيبيّات وفق الصورة التي نتوقّعها ..
.. وإذا ما كانت بين أيدينا مقدّماتٌ ثابتةٌ حول مسألةٍ ما ، فيصبح التنبّؤُ بالغيبيّات المتعلّقة بتلك المقدّمات متعلّقاً بإدراك هذه المقدّمات ، وأكبرَ احتمالاً للتحقّق ، وبالتالي تصبح إمكانيّةُ تحقّق هذه الغيبيّات أبعدَ ما تكون عن التخمين ، وأقربَ ما تكون إلى الواقع ..
.. وفي حديثنا عن نهاية الكيان الإسرائيلي ، لا نرى مقدّماتٍ أوثقَ من القرآنِ الكريم للانطلاقِ نحو تصوُّرِ نهايةِ الصراعِ مع هذا الكيان ..
.. وتقع على فهمنا وإدراكنا لدلالات النصوصِّ القرآنيّة مسؤوليةُ المجازفةِ بإطلاق أيِّ نتيجةٍ غيبيّةٍ ، فما يربط النتيجةَ الغيبيّة التي نصل إليها مع المقدّماتِ المطلقةِ اليقين ( النصوص القرآنيّة ) ، هو إدراكُنا لدلالات هذه النصوص ، ولمعانيها ، وبالتالي فالمجازفةُ واحتمالُ الخطأِ ينحصران في ساحة إدراكنا لما تحمله هذه النصوصُ من دلالات ..
.. في البداية نقول .. إنّ المرحلة التي تمرّ بها الأمّة ومنذ أكثر من نصف قرنٍ هي مرحلةٌ مؤرّخةٌ قرآنيّاً ، حيث صوّرها القرآنُ الكريم في مكانين من سورة الإسراء ..
( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً ) [ الإسراء : 17 / 7 ] ..
( وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرءيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً ) [ الإسراء :17/ 104 ] ..
.. إنّ العبارة القرآنية ( وَعْدُ الْآخِرَةِ )في هاتين الصورتين القرآنيّتين تتعلّق بالحياة الدنيا قبل قيام الساعة ، وتتعلّق بفترةٍ زمنيّةٍ واحدة .. فقول الله تعالى : ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً ) ، هو مقدّمةٌ للنتيجةِ التي تُصوِّرها الصورة القرآنيّة : ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً ) ..
.. وإنّ قول معظم المفسرين بأنّ وعد الآخرة بالنسبة لدخول المسجد الأقصى قد تمَّ سابقاً ( قبل الإسلام حينما قَتَلَ اليهودُ يحيى عليه السلام ) ، وأنّ وعد الآخرة بالنسبة للمجيء لفيفا هو بعد قيام الساعة ، هما قولان يتعارضان مع حقيقة الدلالات التي تحملها هاتان الصورتان القرآنيّتان ، ومع حقيقةِ ما يحملُهُ القرآنُ الكريمُ بشكلٍ عام ..
.. والنصُّ القرآنيُّ الذي سننطلقُ منه في دراستنا للتنبُّؤِ بنهايةِ هذا الكيان ، هو النصّ القرآنيّ التالي ، والوحيد في القرآن الكريم الذي يصوّر نهايةَ هذا الكيان ..
( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرءيلَ فِي الْكِتَبِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُوليهمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِللَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَكُمْ بِأَمْوَلٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً(6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً(7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَفِرِينَ حَصِيراً ) [ الإسراء :17/4-8 ] ..
.. هذا هو النصّ الوحيد في القرآن الكريم الذي يصوّر إفسادَ بني إسرائيل الذي نعيش أحداثَه الآن ، بالإضافة للآية (104) من سورة الإسراء كما أسلفنا : ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً )، ولذلك ستنحصر مقدّمات تنبئنا في هذا النصّ القرآنيّ بالذات ..
.. إنّ محتويات الأحكام والأخبار التي يحملها هذا النصّ ، قد أعلمها الله تعالى لبني إسرائيل في كتابهم ، كما تؤكّد بداية هذا النص : ( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرءيلَ فِي الْكِتَبِ ).. ولذلك فالخطاب الذي يصوّره اللهُ تعالى لنا في هذا النصّ ، هو خطابٌ وجَّهَهُ تعالى إلى بني إسرائيل في كتابهم ، وأعلمَهم حتى بالنتيجة التي سيؤولون إليها نتيجة إفسادِهِم وتدنيسِهِم للمقدّسات ..
والصورة القرآنيّة : ( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرءيلَ فِي الْكِتَبِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ )،تُبيّن لنا أنّ إفسادَ بني إسرائيل في هاتين المرتين سينتشر في الأرضِ كافّة ، وبالتالي لن تكونَ هناكَ أمةٌ خارجَ تبعاتِ هذا الفساد ..
.. وإذا ما نظرنا الآن إلى كلِّ ما يجري على الأرض من فسادٍ ومن انحطاط في القِيَم ومن فتنٍ ومآسٍ وحروبٍ وأزماتٍ اقتصاديّةٍ ، فسنرى أن لهذا الكيان يداً في كلّ ذلك ..
.. وهذا الفساد الذي يُلقون بذورَه في الأرض ويرعونه ، هو وسيلتُهُم الوحيدةُ للعلوِّ في هذه الأرض ، وهذا ما تحمله الصورة القرآنية : ( لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً )، فهؤلاء لا يعلون إلاّ على أرض الفساد ، وفي مُناخِ الفتن والمآسي وانحطاط القِيَم والأخلاق .. وقد بيّن القرآنُ الكريمُ صفتَهم هذه في أكثر من موقعٍ ، عبر تصويرِ سيرتِهم مع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ، وعبر وصفهم المجرّد عن هذه السيرة ..
.. ويتابع النصُّ القرآنيُّ الحديثَ عن إفسادِهِم الأوَّل الذي قاموا به قبل نزول النصّ القرآني ، وكيف أنّ الله تعالى بعث عليهم عباداً أولي بأسٍ شديد .. ومن المعلوم والثابت تاريخياً أنّ هؤلاء العباد الذين وضعوا حداً لإفساد بني إسرائيل في المرّة الأولى هم بقيادة نبوخذ نصر سنة (586) قبل الميلاد ..
( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُوليهمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِللَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً ) ..
.. إنَّنا نرى في هذه الصُّورةِ القرآنيّةِ المُصوِّرةِ للإفسادِ الأوّل ، أنَّ الفعلَ : ( بَعَثْنَا ) والفعلَ : ( فَجَاسُوا ) يردان بصيغة الماضي ، وأنَّ نهايةَ هذه الآيةِ الكريمةِ هي العبارةُ القرآنيّة : ( وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً ) .. ونرى في الصُّورةِ القرآنيّةِ المصوِّرةِ للإفسادِ الثاني : ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً ) .. أنَّ الأفعالَ : ( لِيَسُوا ) ، ( وَلِيَدْخُلُوا ) ، ( وَلِيُتَبِّرُوا ) ، تردُ بِصيغةِ المضارع .. وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّ أحداثَ الإفسادِ الأوَّل لبني إسرائيل قد وقعت قبل نزول القرآن الكريم ، وأنَّ أحداثَ الإفسادِ الثاني لبني إسرائيل ستقعُ بعدَ نزول القرآن الكريم ..
..وكعادة اليهود في تزييف الحقائق ، فقد استطاعوا أن يُقنعوا الكثيرين من أنّ نبوخذ نصر وجيشَه كانوا وثنيين من عبدة الأصنام ، مع أنَّ القرآنَ الكريمَ يُبيِّنُ لنا أنّ الذين بعثهم الله تعالى لوضع حدٍ لإفسادِ بني إسرائيل في المرّةِ الأولى هم عبادٌ للهِ تعالى : ( بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا )، فهل يُعقَل أنّ اللهَ تعالى يصف الوثنيين وعبدةَ الأصنام بأنهم عبادٌ له سبحانه وتعالى ؟!!..
.. لماذا لا يكون نبوخذ نصر وجيشُه من أتباع رسالة يونس عليه السلام ، وخصوصاً أنّ يونس عليه السلام أُرسل إلى المنطقة التي خرج منها نبوخذ نصر بجيشه ، بفترة ليست كبيرة نسبياً ؟ .. وخصوصاً أنّ القرآن الكريم يُبيّن لنا أنّ قومَ يونس قد آمنوا ، وأنهم القريةُ الوحيدة التي نفعَهَا إيمانُها في كشف العذاب  فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ) [ يونس : 10/98 ]..
.. إنّ الأولى بنا أن نصدّق اللهَ تعالى ونكذّب التاريخ الذي أرّخه اليهود ليخدم إفسادهم ..
.. ويتابع القرآنُ الكريمُ تصويرَ ما قضاه اللهُ تعالى لبني إسرائيل في كتابهم : ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَكُمْ بِأَمْوَلٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ) ..إنّنا نرى أنّ هذه الصورة القرآنية تبدأ بالعبارة ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ )، ولم يقل الله تعالى ( فرددنا لكم الكرة عليهم ) .. فكلمةُ ( ثُمَّ ) – كما نعلم – تُفيد التراخي في الزمن إذا ما قُورنت مع حرفِ الفاء الذي يُفيد التعقيب ..

    . وهكذا بعد تدميرهم نتيجة إفسادهم الأوّل ، وبعد زمنٍ طويلٍ أصبحوا من أصحاب الأموال والبنين ، لإمتحانِهم عبر إفسادهم الثاني الذي نعيش أحداثه منذ أكثر من نصف قرن .. ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً ).. ولا بدّ هنا من الإشارة إلى أنّ الكثيرَ من التفاسير ذهبت إلى أنّ الإفساد الثاني حصل قبل الآن ، بل قبل نزول القرآن الكريم ، حينما قُتل يحيى عليه السلام على يد اليهود .. وهذا المذهب من التفسير يتعارض تماماً مع حيثيات دلائل هذه الصورة القرآنية بشكلٍ خاصٍّ ، ومع حيثيات دلائل القرآن الكريم بشكلٍ عام ..
.. إنّ ما يُميّز الإفسادَ الثاني ، هو أنّه مُرتبطٌ بوعدِ الآخرة ، كما يُبيّن القرآن الكريمُ : ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوا وُجُوهَكُمْ )، وفي هذا الوعد - كما رأينا - سيجيئون لفيفاً : ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً )، وهذا لم يحدث إلاّ في إفسادهم الحالي كما نرى بأمِّ أعيننا ..
.. وكلمة الآخرة في هذه الصورة القرآنيّة لا يمكن الجزم بأنّها لا تعني إلاّ إفسادهم الثاني ، فلو كانت كذلك لأتت على الشكل : ( فإذا جاء وعد ثانيهما ) ، مقارنة مع الصياغة القرآنية التي تصور إفسادهم الأوّل : ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُوليهمَا ) .. هي تعني الإفساد الثاني ، ولكنّها تعني أيضاً اقترابَ الساعـة ، ودليلُنا في ذلك –كما رأينا في النظرية الأولى ( المعجزة ) – أنّ كلمة الآخرة تردُ في كتاب الله تعالى ( 115 ) مرّة ، بورودٍ مناظر تماماً لكلمة الدنيا المناظرة تماماً لكلمة الآخرة .. فكلمة الدنيا ترد أيضاً ( 115 ) مرّة .. وهكذا فالعبارة القرآنية ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ )تعني – من جملة ما تعنيه – فإذا اقترب قيامُ الساعة ..
.. ودليلٌ آخر على أنّ إفسادَهم الثاني هو الذي يشهده هذا الجيل ، هو أنّه في إفسادهم الثاني سيتمُّ دخولُ المسجد الأقصى ، دخولاً مماثلاً تماماً لدخول المرّة الأولى : ( وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً )، وقد رأينا في النظرية الأولى ( المعجزة ) أنّ هناك تناظراً تامّاً بين ركني هذه المسألة ..
( وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ ) = (14) حرفاً مرسوماً
( كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) = (14) حرفاً مرسوماً
.. وفي هذا التناظر التام - كما نرى - دليلُنا على أنّ ما حدث في إفسادهم الأوّل من تدميرٍ لبني إسرائيل سنة ( 586 ) قبل الميلاد على يد جيش نبوخذ نصر ، ومن تدمير لهيكلهم المزعوم ، سيحدث تماماً وبشكلٍ مناظر له تماماً في إفسادهم الثاني ( الحالي ) .. فسيتمّ - إن شاءَ اللهُ تعالى - تدميرُ هيكلهم المزعوم الذي يحاولون الآن بناءه مكان المسجد الأقصى تماماً .. وهذا التدمير للهيكل بهذه الحيثيّة لم يحدث لا زمن قتل يحيى عليه السلام على يد اليهود ، كما تذهب معظم التفاسير ، ولا زمن طردهم من المدينة المنوّرة زمن الرسول r ..
.. والسبي الروماني لبني إسرائيل ، لا يُمكن اعتباره الحدث المتزامن مع إفسادهم الثاني المعني في القرآن الكريم .. ففي إفسادهم الأوّل تمّ تدميرهم على يد جيش نبوخذ نصر ، وفي إفسادهم الثاني ( الحالي ) يقول تعالى : ( وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ )، فالفاعل في كلمة ( وَلِيَدْخُلُوا )يعني القومَ ذاتَهم الذين يُشير إليهم الفاعل في كلمة ( دَخَلُوهُ )، فالقوم الذين دخلوا أوّل مرّة ، هم ذاتهم ( كقوم ) الذين سيدخلون في المرّة الثانية .. والذينَ دخلوا في المرّةِ الأولى – من الشرق كما نعلم – ليسوا روماناً ..
.. ولا يُمكن اعتبار طرد الرسول rلليهود ، الحدثَ المتزامن مع إفسادهم الثاني ، فإفسادُهم الثاني ساحته ( الجغرافيّة ) هي ذاتها ساحةُ إفسادِهم الأوّل ، وهي في بيت المقدس ، وفي إفسادهم الثاني سيتمّ تدمير ما يبنونَه مكان المسجد الأقصى ، تدميراً مماثلاً تماماً للحيثيّة التي تمّت في إفسادهم الأوّل : ( وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) ، وكلّ ذلك لم يحدث زمن طرد الرسول r لهم ..
.. وفي إفسادهم الثاني المرتبط بوعد الآخرة : ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً )، سيجيئون لفيفاً من كلِّ الأرض : ( وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرءيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً ) ، فالعبارة القرآنيّة ( وَعْدُ الْآخِرَةِ )لم ترد في كتاب الله تعالى إلاّ في هاتين الصورتين القرآنيّتين ..
.. وإذا كان إفسادهم الثاني المعني في قوله تعالى : ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً ) ،قد حدث سابقاً كما تذهب معظم التفاسير ، فماذا نُسمِّي إفسادَ بني إسرائيل الذي نراه بأمّ أعيننا ، في فلسطين المحتلّة بشكلٍ خاصٍّ ، وفي الأرض بشكلٍ عامٍ ؟!!! ..
.. ولقائل أن يقول : كيف نُسمّي هيكلَهم المزعوم الذي سيبنونه مكان المسجد الأقصى ، والذي سيُدَمَّر كما دُمِّر أوّل مرّة ، كيف نُسمّيه مسجداً : ( وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ )،في الوقت الذي يبنون فيه هيكلَهم مكان المسجد الأقصى ، وبالتالي إزالة بناء المسجد الأقصى ؟!!! .. أي كيف يكونُ المسجدُ مسجداً بعد إزالته وبناءِ هيكلِهم المزعوم مكانه ؟!..
.. نقول : إنّ كلمة المسجد لا تعني البناء ، ولكن تعني الأرضَ المقدّسةَ التي يتمّ عليها إنشاءُ هذا البناء ، فمهما كان البناءُ فوق هذه الأرض المقدّسة التي بارك الله تعالى حولها ، لا يُغير ذلك من تسمية هذه البقعة المقدّسة بالمسـجد الأقصى .. ودليلُنا على ذلك أنّ اللهَ تعالى سمّى هذه البقعة المباركة بالمسجد الأقصى حينما أُسرِي برسول الله r إلى هذه البقعة ، قبل فتح القدس بفترة ليست قليلة نسبيّاً : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) [ الإسراء :17/1 ] ..
ودليل آخر ...... أنّ البيت الحرام رفع قواعدَه إبراهيمُ وإسماعيلُ عليهما السلام ..
( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )[ البقرة : 2 /127 ] ..
.. فإسماعيل عليه السلام الذي شارك أباه في رفع القواعد من البيت كان رجلاً يحمل الحجارة .. وفي الوقت ذاته نرى أنّ إبراهيم عليه السلام سمّى هذا المكان بالبيت الحرام حين وضع ابنه إسماعيل عليه السـلام وهو طفل عنده .. أي أنّه سمّاه بالبيت الحرام قبل رفع قواعد بنائه ..
( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ )[ إبراهيم : 14 / 37 ] ..
.. والقرآن الكريم يؤكد هذه المسألة في مكان آخر ..
( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ ) [ آل عمران : 3 / 96 ]
.. فمكانُ البيت الحرام اسمُهُ البيتُ الحرام ليس قبل رفع قواعد بنائه من قبل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام فحسب ، وإنّما منذ آدم عليه السلام ..
.. إذاً سيقوم الفاتحون - إن شاء الله تعالى - بدخول المسجد الأقصى فاتحين مدمّرين ما يُدنّسه اليهود في هذا المسجد ، دخولاً مناظراً للدخول الأوّل ، ودليلُنا كما قلنا هو التناظرُ التامُّ بين ركني الصورة القرآنيّة المصوّرة لهذا الدخول ..
( وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ ) = (14) حرفاً مرسوماً ..
( كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) = (14) حرفاً مرسوماً ..
.. والآية الأخيرة من النصّ الذي ننطلق منه في التنبّؤ بنهاية هذا الكيان ، تؤكّد هذا التدمير ، وأنهم سيُدمَّرون من جديد فيما لو عادوا لإفسادِهِم في هذه الأرض المقدسة بشكلٍ خاصٍّ ، وفي الأرض بشكلٍ عام ..
( عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً )[ الإسراء : 17 / 8 ] ..
.. ولو عدنا إلى النصّ القرآني الذي يُصوّر إفسادهم ونهايتهم [ من الأيـة ( 4 ) إلى الآية ( 8 ) في سورة الإسراء ] ، فسنرى أنّه مكوّنٌ من ( 75 ) كلمة .. وقد بيّنا في النظرية الأولى ( المعجزة ) أنّ مجموع كلمات النصّ القرآنيِّ الذي يصف مسألةً ما ، يرتبط ارتباطاً تامّاً بجوهر المسألة التي يصفها هذا النصّ .. فهل يشيرُ مجموع كلمات هذا النص ( العدد 75 ) إلى مجموع سني لبث هؤلاء المفسدين في الأرض المقدسة ؟؟ ..

    وداخل هذا النصّ نرى صورتين قرآنيّتين تُلقي كلٌّ منهما الضوءَ على إفسادٍ من إفسادي بني إسرائيل في الأرض ، ونرى أنهما متناظرتان تماماً ، فكلٌّ منهما مكوّنة من ( 75 ) حرفاً مرسوماً ، وقد رأينا كيف أنّ هذا العدد ( 75 ) هو ذاته العدد الذي يشير إلى مجموع كلمات النصّ الذي انطلقنا منه في تنبئنا ...
( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُوليهمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِللَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً )= 75 حرفاً مرسوماً ..
( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً ) = 75 حرفاً مرسوماً ..
إذاً الصورة القرآنيّة المصورة لإفسادهم الأوّل تتكوّن من ( 75 ) حرفاً مرسوماً ، والصورة القرآنيّة المصوّرة لإفسادهم الثاني ، والأخير من حيث امتداده على كامل الأرض ، والمشير إلى اقتراب الساعة ، تتكوّن أيضاً من ( 75 ) حرفاً مرسوماً ، والنصّ القرآنيّ الذي يصف هذه المسألة بآياته الخمس يتكوّن أيضاً من ( 75 ) كلمة ..
.. لقد بيّنا في النظريّة الأولى ( المعجزة ) عبر الكثير من الأمثلة ، أنّ مجموع حروف النصّ القرآني في الكثير من النصوص القرآنيّة يُشير إلى مجموع سنين ، وأكبر دليلٍ على ذلك أنّ سورة نوحٍ عليه السلام تتكوّن من ( 950 ) حرفاً مرسوماً ، وهذا ما يوافق تماماً المدّة الزمنية التي لبثها نوحٌ عليه السـلام في قومه ، كما يُؤكّد القرآن الكريم .. وبيّنا أيضاً أنّ مجموع كلمات النصّ يشير أحياناً إلى مجموع وحدات زمنيّة ..
.. وإذا اعتبرنا أنّ العدد ( 75 ) يُشير إلى وحدات زمنية ، وإذا اعتبرنا بداية إفسادهم الثاني ، سنة ( 1948 ) ميلادية ، فهل سيتمُّ الفتحُ عام ( 2023 ) ميلادي : [ 1948+75 =2023 ] ؟ ..
إنّنا نرى أنّ هذه النبوءة أقربُ إلى اليقين ولا تحمل من المجازفة إلاّ احتمالين :
1- أن يكون العدد ( 75 ) مشيراً إلى مسألةٍ أخرى غير المسألة الزمنية ..
2- أن تكون بداية إفسادهم الثاني ليست سنة ( 1948 ) ميلادية ..
.. ولكن بدراسة التاريخ وبالاطّلاع على ما يقوله قادة هذا الكيان ذاتِه ، نرى أنّ احتمالَ ارتباط العدد ( 75 ) بالجانب الزمني هو الأرجح ، إن لم يكن هو الاحتمال الوحيد ..
.. لقد ورد في مقالة للأستاذ بسام جرار ، في مجلة إلى الأمام العدد ( 2187 ) تاريخ 27/5/ 1993ميلادي ، النصّ التالي : [ جاء في كتاب الأصولية اليهودية في إسرائيل تأليف ايان لوستك ترجمة حسني زينة ، إصدار مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، ط1 ، 1991م ، بيروت ص 95 : وهذا بالضبط هو نوع السلام الذي تنبأ مناحيم بيغن به عندما أعلن في ذروة النجاح الإسرائيلي الظاهري في الحرب على لبنان ، أنّ إسرائيل ستنعم بما نصّت التوراة عليه من سنوات السلام الأربعين ] ..
ولو أضفنا أربعين سنة إلى عام ( 1982 ) الذي تم فيه اجتياحُ لبنان اعتداءً عليه ، لوصلنا إلى عام ( 2022 ) ميلادي ، وهذا يسبق عام ( 2023 ) بعامٍ واحد ، فهل ما أراد بيغن قوله أنّه بعد هذا العام سيتمُّ وضعُ حدٍّ لإفساد بني إسرائيل ، وبالتالي سيستمرُّ وجودُهم وإفسادُهم في الأرض المقدسة ( 75 ) سنة كما بيّنا ؟؟؟ ..
.. إنّ الشيءَ الوحيدَ الذي نستطيع أن نجزمَ به هو قولنا ، الله أعلم ، وأنّ نهاية هذا الكيان لن تكون إلاّ بالقوة والنهوض الحضاري ، وبدفع مستحقّات النصر من الدماء ، وهذه النبوءة - إن كان العدد ( 75 ) يشير إلى وحدات زمنية ، وإن كانت بدايةُ الإفساد سنة 1948 م - يجب أن تكونَ دافعاً لنيل شرف الشهادة في سبيل تحرير المقدّسات ، وأن تكونَ باعثاً للأمل في حتميّة نهاية قوى الشرِّ والفساد ، وأن تكونَ نوراً يُضيء أمامَنا حقيقة هذا العدوِّ الذي لا ينصاع لأيِّ عهدٍ أو ميثاق ، ولا يلتزم حتى بما عاهد هو عليه ..
( أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) [ البقرة :2/100 ]
.. وهذه النبوءة لا يمكن أن تكون عامل اتّكالٍ وتقاعسٍ عن الجهاد ( كما يتوهّم بعضهم ) ، بمقدار ما تكون حافزاً للشهادة وباعثاً للأمل .. فمن يُؤمن بالقرآن الكريم وبأسراره الإعجازيّة ، يعشق الشهادة في سبيل تحرير المقدّسات التي اختارها الله تعالى معياراً لإسلام أفراد هذه الأمة ..
( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْه ) [ البقرة: 2/143 ]
.. فبالنظر إلى هذا النصِّ من المنظار المجرّد عن التاريخ والزمان والمكان ، وعلى أنّه - كأيِّ نصٍّ قرآنيٍّ - صالحٌ لكلِّ زمانٍ ومكان ، وله حيثياتُ اتّباعٍ وتدبّرٍ في كلِّ زمانٍ ومكان ، يتبيّن لنا أنّ القبلةَ الأولى ( المسجد الأقصى ) هي امتحانٌ للمسلمين ، ليشهدَ اللهُ تعالى من يتّبع الرسولَ وذلك بالدفاع عنه ، ممن ينقلب على عَقِبَيه وذلك بالتقاعس عن الجهاد في سبيل تحريره ..
.. فالمسجد الأقصى كان معياراً لإسلام أفراد الجيل الأول حينما حُوِّلت القبلةُ منه إلى المسجد الحرام ، وهو الآن معيارٌ لإسلام أفراد هذا الجيل ، وذلك بالجهاد لتحريرِه وتطهيرِه وكاملِ الأرضِ المقدّسةِ من دنس اليهود ..

المــهندس عـدنان الرفــاعي
كاتـب ومـفـكِّــر إســـلامي

الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

هل القرآن ينفى كروية الأرض ؟!

هل القرآن ينفى كروية الأرض ؟!

رداً على زكريا بطرس ومن على شاكلته

_ نصراني يسأل ما تفسير قوله تعالى : " وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ " ، وقوله : " أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ مِهَـٰداً " ؟

وهل في هذه الآيات ما ينافي كروية الأرض ؟

* الجواب :

الحمد لله ،

لا يوجد في هذه الآيات الكريمات _ لمن يتأمل ويتدبر _ أي دلالة تنافي كروية الأرض

_ قال صاحب التفسير الكبير عند تفسير الآية الأولى :

" ومن الناس من استدل بهذا على أن الأرض ليست بكرة وهو ضعيف ، لأن الكرة إذا كانت في غاية العظمة يكون كل قطعة منها كالسطح .. "

_ وقال صاحب التحرير والتنوير :

" نـزل بأنظارهم إلى الأرض وهي تحت أقدامهم وهي مرعاهم ومفترشهم ، وقد سَطَحها الله ، أي خلقها ممهدة للمشي والجلوس والاضطجاع ,

ومعنى { سُطحت } : سُويت يقال : سَطَح الشيء إذا سوّاه ومنه سَطْح الدار .

 والمراد بالأرض أرض كل قوم لا مجموع الكرة الأرضية . "

_ وقال صاحب روح المعاني :

" وَإِلَى ٱلأَرْضِ " التي يضربون فيها ويتقلبون عليها " كَيْفَ سُطِحَتْ " سطحاً بتوطئة وتمهيد وتسوية وتوطيد حسبما يقتضيه صلاح أمور أهلها ولا ينافي ذلك القول بأنها قريبة من الكرة الحقيقية لمكان عظمها " .

_ وقال صاحب الكشاف في تفسيره لقوله تعالى : " الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً " . ( البقرة : 22 ) :

" فإن قلت : هل فيه دليل على أن الأرض مسطحة وليست بكروية ؟

قلت : ليس فيه إلا أن الناس يفترشونها كما يفعلون بالمفارش ، وسواء كانت على شكل السطح أو شكل الكرة فالافتراش غير مستنكر ولا مدفوع لعظم حجمها ، واتساع جرمها ، وتباعد أطرافها . وإذا كان متسهلاً في الجبل وهو وتد من أوتاد الأرض ، فهو في الأرض ذات الطول والعرض أسهل .

فكما مد الله الأرض ووسعها للخلق كذلك سطحها لهم ومهدها ليستقروا عليها …

فقوله سبحانه وتعالى : " أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ مِهَـٰداً " . و قوله : " وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ " . لا ينافي ذلك كونها كروية..

فهي كرة في الحقيقة لها سطح يستقر عليه الحيوان ومنها أنه جعلها فراشاً لتكون مقر الحيوان ومساكنه وجعلها قراراً وجعلها مهاداً ذلولاً توطأ بالأقدام وتضرب بالمعاول والفئوس وتحمل على ظهرها الأبنية الثقال ..

فهي ذلول مسخرة لما يريد العبد منها وجعلها بساطاً وجعلها كفاتاً للأحياء تضمهم على ظهرها وللأموات تضمهم في بطنها وطحاها فمدها وبسطها ووسعها ودحاها فهيأها لما يُراد منها بأن أخرج منها ماءها ومرعاها وشق فيها الأنهار وجعل فيها السهل والفجاج . "

_ وتحت عنوان إثبات كروية الأرض كتب فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي ما يلي :

" إن القرآن كلام الله المتعبد بتلاوته إلى يوم القيامة . ومعنى ذلك أنه لا يجب أن يحدث تصادم بينه وبين الحقائق العلمية في الكون .. لأن القرآن الكريم لا يتغير ولا يتبدل ولو حدث مثل هذا التصادم لضاعت قضية الدين كلها ..

ولكن التصادم يحدث من شيئين : عدم فهم حقيقة قرآنية أو عدم صحة حقيقة علمية ..

فإذا لم نفهم القرآن جيداً وفسرناه بغير ما فيه حدث التصادم .. وإذا كانت الحقيقة العلمية كاذبة حدث التصادم ..

ولكن كيف لا نفهم الحقيقة القرآنية ؟

سنضرب مثلاً لذلك ليعلم الناس أن عدم فهم الحقيقة القرآنية قد تؤدي إلى تصادم مع حقائق الكون .. الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز : ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) سورة الحجر : 19 .. المد معناه البسط .. ومعنى ذلك أن الأرض مبسوطة ..

ولو فهمنا الآية على هذا المعنى لوصفنا كل من تحدّث عن كروية الأرض بالكفر خصوصاً أننا الآن بواسطة سفن الفضاء والأقمار الصناعية قد استطعنا أن نرى الأرض على هيئة كرة تدور حول نفسها ..

نقول إن كل من فهم الآية الكريمة ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) بمعنى أن الأرض مبسوطة لم يفهم الحقيقة القرآنية التي ذكرتها هذه الآية الكريمة ..

ولكن المعنى يجمع الإعجاز اللغوي والإعجاز العلمي معاً ويعطي الحقيقة الظاهرة للعين والحقيقة العلمية المختفية عن العقول في وقت نزول القرآن .

عندما قال الحق سبحانه وتعالى : ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) أي بسطناها .. أقال أي أرض ؟ لا.. لم يحدد أرضاً بعينها .. بل قال الأرض على إطلاقها ..

ومعنى ذلك أنك إذا وصلت إلى أي مكان يسمى أرضاً تراها أمامك ممدودة أي منبسطة ..

فإذا كنت في القطب الجنوبي أو في القطب الشمالي .. أو في أمريكا أو أوروبا أو في افريقيا أو آسيا .. أو في أي بقعة من الأرض .. فأنك ترها أمامك منبسطة ..

ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا كانت الأرض كروية .. فلو كانت الأرض مربعة أو مثلثة أو مسدسة أو على أي شكل هندسي آخر .. فإنك تصل فيها إلى حافة .. لا ترى أمامك الأرض منبسطة .. ولكنك ترى حافة الأرض ثم الفضاء ..

ولكن الشكل الهندسي الوحيد الذي يمكن أن تكون فيه الأرض ممدودة في كل بقعة تصل إليها هي أن تكون الأرض كروية .. حتى إذا بدأت من أي نقطة محددة على سطح الكرة الأرضية ثم ظللت تسير حتى عدت إلى نقطة البداية .. فإنك طوال مشوارك حول الأرض ستراها أمامك دائماً منبسطة ..

وما دام الأمر كذلك فإنك لا تسير في أي بقعة على الأرض إلا وأنت تراها أمامك منبسطة

وهكذا كانت الآية الكريمة ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) دليلاً على كروية الأرض .. وهذا هو الإعجاز في القرآن الكريم .. يأتي باللفظ الواحد ليناسب ظاهر الأشياء ويدل على حقيقتها الكونية .

ولذلك فإن الذين أساءوا فهم هذه الآية الكريمة وأخذوها على أن معناها أن الأرض منبسطة .. قالوا هناك تصادم بين الدين والعلم ..

والذين فهموا معنى الآية الكريمة فهماً صحيحاً قالوا إن القرآن الكريم هو أول كتاب في العالم ذكر أن الأرض كروية وكانت هذه الحقيقة وحدها كافية بأن يؤمنوا .. ولكنهم لا يؤمنون

وهكذا نرى الإعجاز القرآني .. فالقائل هو الله .. والخالق هو الله .. والمتكلم هو الله .. فجاء في جزء من آية قرآنية ليخبرنا إن الأرض كروية وأنها تدور حول نفسها .. ولا ينسجم معنى هذه الآية الكريمة إلا بهاتين الحقيقتين معا ..

هل يوجد أكثر من ذلك دليل مادي على أن الله هو خالق هذا الكون ؟

ثم يأتي الحق سبحانه وتعالى ليؤكد المعنى في هذه الحقيقة الكونية لأنه سبحانه وتعالى يريد أن يُري خلقه آياته فيقول :

( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى . أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ) سورة الزمر : 5 ..

وهكذا يصف الحق سبحانه وتعالى بأن الليل والنهار خُلِقا على هيئة التكوير .. وبما أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض معاً فلا يمكن أن يكونا على هيئة التكوير إلا إذا كانت الأرض نفسها كروية . بحيث يكون نصف الكرة مظلماً والنصف الآخر مضيئاً

وهذه حقيقة قرآنية أخرى تذكر لنا أن نصف الأرض يكون مضيئاً والنصف الآخر مظلماً ..

فلو أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض غير متساويين في المساحة . بحيث كان أحدهما يبدو شريطاً رفيعاً .. في حين يغطي الآخر معظم المساحة , ما كان الاثنان معاً على هيئة كرة .. لأن الشريط الرفيع في هذه الحالة سيكون في شكل مستطيل أو مثلث أو مربع .. أو أي شكل هندسي آخر حسب المساحة التي يحتلها فوق سطح الأرض ..

وكان من الممكن أن يكون الوضع كذلك باختلاف مساحة الليل والنهار ..

ولكن قوله تعالى : ( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْل ) دليل على أن نصف الكرة الأرضية يكون ليلاً والنصف الآخر نهاراً , وعندما تقدم العلم وصعد الإنسان إلى الفضاء ورأى الأرض وصورها , وجدنا فعلاً أن نصفها مضئ ونصفها مظلم كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى ,

فإذا أردنا دليلاً آخر على دوران الأرض حول نفسها لابد أن نلتفت إلى الآية الكريمة في قوله تعالى :

( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ , صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ) سورة النمل : 88 ..

عندما نقرأ هذه الآية ونحن نرى أمامنا الجبال ثابتة جامدة لا تتحرك نتعجب .. لأن الله سبحانه وتعالى يقول : ( تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ) ومعنى ذلك أن رؤيتنا للجبال ليست رؤية يقينيه .. ولكن هناك شيئاً خلقه الله سبحانه وتعالى وخفى عن أبصارنا .. فمادمنا نحسب فليست هذه هي الحقيقة ..

أي أن ما نراه من ثبات الجبال وعدم حركتها .. ليس حقيقة كونية .. وإنما إتقان من الله سبحانه وتعالى وطلاقة قدرة الخالق .. لأن الجبل ضخم كبير بحيث لا يخفى عن أي عين .. فلو كان حجم الجبل دقيقاً لقلنا لم تدركه أبصارنا كما يجب .. أو أننا لدقة حجمة لم نلتفت إليه هل هو متحرك أم ثابت ..

ولكن الله خلق الجبل ضخماً يراه أقل الناس إبصاراً حتى لا يحتج أحد بأن بصره ضعيف لا يدرك الأشياء الدقيقة وفي نفس الوقت قال لنا أن هذه الجبال الثابتة تمر أمامكم مر السحاب .

ولماذا استخدم الحق سبحانه وتعالى حركة السحب وهو يصف لنا تحرك الجبال ؟ .. لأن السحب ليست ذاتية الحركة .. فهي لا تتحرك من مكان إلى آخر بقدرتها الذاتية .. بل لابد أن تتحرك بقوة تحرك الرياح ولو سكنت الريح لبقيت السحب في مكانها بلا حركة ..

وكذلك الجبال . الله سبحانه وتعالى يريدنا أن نعرف أن الجبال ليست لها حركة ذاتية أي أنها لا تنتقل بذاتيتها من مكان إلى آخر .. فلا يكون هناك جبل في أوروبا , ثم نجده بعد ذلك في أمريكا أو آسيا .. ولكن تحركها يتم بقوة خارجة عنها هي التي تحركها ..

وبما أن الجبال موجودة فوق الأرض .. فلا توجد قوة تحرك الجبال إلا إذا كانت الأرض نفسها تتحرك ومعها الجبال التي فوق سطحها .

وهكذا تبدو الجبال أمامنا ثابتة لأنها لا تغير مكانها .. ولكنها في نفس الوقت تتحرك لأن الأرض تدور حول نفسها والجبال جزء من الأرض , فهي تدور معها تماما كما تحرك الريح السحاب .. ونحن لا نحس بدوران الأرض حول نفسها … ولذلك لا نحس أيضاً بحركة الجبال

وقوله تعالى : ( وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ) معناها أن هناك فترة زمنية بين كل فترة تمر فيها .. ذلك لأن السحاب لا يبقى دائماً بل تأتى فترات ممطرة وفترات جافة وفترات تسطع فيها الشمس .. وكذلك حركة الجبال تدور وتعود إلى نفس المكان كل فترة .

وإذا أردنا أن نمضي فالأرض مليئة بالآيات .. ولكننا نحن الذين لا نتنبه .. وإذا نُبّه الكفار فإنهم يعرضون عن آيات الله … تماماً كما حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حين قال له الكفار في قوله تعالى :

( وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً ) سورة الإسراء : 90 – 91 ..

وكان كل هذا معاندة منهم .. لأن الآيات التي نزلت في القرآن الكريم فيها من المعجزات الكثيرة التي تجعلهم يؤمنون ..  "

المصدر " الأدلة المادية على وجود الله " لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي

———————————-

إجماع علماء السلف على كروية الأرض

(اقتباس من رد أ / محمود أباشيخ على زكريا بطرس)

_ وبينما سفك الكهنة دماء علمائهم نجد ان علماء الدين الإسلامي أقروا بكروية الأرض بل وأجمعوا علي ذلك قبل ولادة  جاليليو بمئات السنين ,

حيث ان جاليليو الذي عاني الامرين من الكنيسة وخرافاتها ولد سنة 1564 ميلادية ومات سنة 1642 ,

بينما ولد العلامة علي بن أحمد بن سعيد بن حزم سنة 384 هجرية ,

وبينما مات جاليليو وعليه لعنات الكنيسة , توفي العلامة ابن حزم والملاين تترحم عليه تاركاً لنا صفحات تشل ألسنة أحقد الحاقدين …

لقد نقل إلينا ابن حزم إجماع المسلمين علي كروية الارض .. يقول العلامة ابن حزم في كتابه الفصل في الملل تحت عنوان " مطلب بيان كروية الأرض "  ما يلي  :

" قال أبو محمد وهذا حين نأخذ إن شاء الله تعالى في ذكر بعض ما اعترضوا به وذلك أنهم قالوا أن البراهين قد صحت بأن الأرض كروية والعامة تقول غير ذلك

وجوابنا وبالله تعالى التوفيق أن أحد من أئمة المسلمين المستحقين لإسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم ينكروا تكوير الأرض ولا يحفظ لأحد منهم في دفعه كلمة

بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها قال الله عز وجل : يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وهذا أوضح بيان في تكوير بعضها على بعض مأخوذ من كور العمامة وهو ادارتها " ج 1 صفحة 78

ويقول شيخ الإسلام بن تيمية وهو ايضاً ممن عاش قبل المقهور جاليليو , يقول في" رسالة في الهلال "  ج 25 ص 193  من مجموعة فتاويه : 

" هذا وقد ثبت بالكتاب والسنة وإجماع علماء الامة ان الأفلاك مستديرة قال الله تعالى : ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر وقال: وهو الذى خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل فى فلك يسبحون

وقال تعالى : لا الشمس ينبغى لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون .. قال إبن عباس : فى فلكة مثل فلكة المغزل

وهكذا هو فى لسان العرب : الفلك : الشىء المستدير ومنه يقال تفلك ثدى الجارية اذا استدار

قال تعالى : يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل

والتكوير هو التدوير ومنه قيل كار العمامة وكورها اذا ادارها ومنه قيل للكرة كرة وهى الجسم المستدير ولهذا يقال للأفلاك كروية الشكل لأن أصل الكرة كورة تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت الفاً "

وفي صفحة 194 من نفس المصدر يقول شيخ الإسلام :

" وقال الامام ابو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي من أعيان العلماء المشهورين بمعرفة الآثار والتصانيف الكبار فى فنون العلوم الدينية من الطبقة الثانية من اصحاب احمد : لا خلاف بين العلماء أن السماء على مثال الكرة "

ثم يضيف الشيخ قولاً صاعقاً علي القلوب الحاقدة فيقول :

" قال وكذلك أجمعوا على أن الارض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة "

ويضيف : " فكرة الارض مثبتة فى وسط كرة السماء كالنقطة فى الدائرة "

وإن كان القس زكريا بطرس لا يعرف من هو شيخ الإسلام فلاشك انه يعرف تلميذه إذ انه أستشهد من كتابه روضة المحبين ونزهة المشتاقين في سياق تبريره لنشيد الإفساد والفجور , وهو العلامة ابن القيم الذى لم يذكر فقط ان الأرض كروية بل أستخدم تلك الحقيقة في إثبات صفة العلو لله سبحانه وتعالي :

" إنه إذا كان سبحانه مبايناً للعالم فإما أن يكون محيطاً به أو لا يكون محيطاً به فإن كان محيطاً به لزم علوه عليه قطعاً ضرورة علو المحيط على المحاط به

ولهذا لما كانت السماء محيطة بالأرض كانت عالية عليها ولما كان الكرسي محيطاً بالسماوات كان عالياً عليها

ولما كان العرش محيطاً بالكرسي كان عالياً فما كان محيطاً بجميع ذلك كان عالياً عليه ضرورة

ولا يستلزم ذلك محايثته لشيء مما هو محيط به ولا مماثلته ومشابهته له فإذا كانت السماء محيطة بالأرض وليست مماثلة لها

فالتفاوت الذي بين العالم ورب العالم أعظم من التفاوت الذي بين الأرض والسماء ؟  "

ثم يفترض ابن القيم إفتراضاً جدلياًَ ويقول :

" وإن لم يكن محيطاً بالعالم بأن لا يكون العالم كروياً بل تكون السماوات كالسقف المستوي فهذا وإن كان خلاف الإجماع وخلاف ما دل عليه العقل والحس " الصواعق المرسلة ج 4 ص 1308

أي أن إجماع الامة علي كروية الارض

ورغم إجماع علماء المسلمين في هذه المسألة الا أن ذلك لم يردع النصارى من إلقاء التهم علي الشيخ بن باز رحمه الله بل وصل الأمر إلي إنشاء مواقع مزورة علي الشبكة العنكبوتية ونشر عليها فتوى مزورة مفادها ان الشيخ رحمه الله كفّر من قال بكروية الارض !!

وربما لا يعرف عامة النصارى ان ما يروجه كبارهم إشاعة قديمة :

ففي حديث لجريدة الندوة في عددها 11293 أشار الشيخ إلي الافتراء الموجه إليه فقال :

" كذب بحت لا أساس له من الصحة ، وقد يكون الناقل لم يتعمد الكذب ولكن لم يتثبت في النقل ، ومقالي مطبوع ومنشور "

واضاف الشيخ رحمه الله  :

" كما أني قد أثبتُّ في المقال فيما نقلته عن العلامة ابن القيم رحمه الله ما يدل على إثبات كروية الأرض "

(فتاوي بن باز  المجلد التاسع  ص  157 – 160)

من خلال الأدلة التي عرضناها تتضح عدة أمور أهممها ان القمص زكريا بطرس كذاب.. دون قصد التجريح

وبإمكانه الحصول علي إعتذار علني مع قبلة مقدسة إن أثبت صحة الإقتباسات المزورة التي نسبها للبيضاوي رحمه الله

كما تبين جهل القمص بالتاريخ , إذ لو كان علي علم بالدماء التي سفكتها الكنيسة من أجل وقف يشوع للشمس وغروبها في خيمة لما تطاول علي القرآن وعلى والإفتراء علي علمائنا وقد أثبتنا إجماعهم علي كروية الأرض قبل ولادة جاليليو بمئات السنين ولله الحمد

اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه

اللهم أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه و مناصرته و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه و محاربته .

و الحمد لله رب العالمين
كتبه / محمود أباشيخ
اقرا
 

الأربعاء، 15 أغسطس 2012

الشذوذ فى إنجيل مرقس السرى و لماذا أخفته الكنيسة؟

الشذوذ فى إنجيل مرقس السرى و لماذا أخفته الكنيسة؟
أخلاق الأنبياء في الكتاب الجنسي 
 
هذا المقال للرد على الصليبيين الذين يتشدقون بالجنس فى الإسلام!.....و أحدهم تحدث عن الولدان المُخلدون أنه لأرضاء الرغبات الجنسية الشاذة لبعض المسلمين!!!!.... و أحدهم فسر كلمة (و ما ملكت أيمانكم) أن القرآن يشجع العلاقات الجنسية الشاذة مع العبيد و كذلك مع الحيوانات أيضاً..... أيها المرضى النفسيون بإسقاطكم النفسى تنضحون بما فيكم !... ليس لدينا ما نخجل منه.... و لم يجتمع أباؤنا أو كهنتنا فى مُجمعات مقدسة لحذف أجزاء من القرآن أو السُنة الشريفة..... إن غسيلكم القذر الذى ينضح بنتّحكم الخنزيرى لن يلوث ثوبنا الطاهر النقى.... و إقرأوا لعلكم تعقلون!. هذا الموضوع شائك و حساس و أتذكر أن أحد المراجع التى حصلت عليها بخصوص هذا الموضوع أوضحت أن المؤلف الأمريكى تيرانس ماكنيلى مؤلف مسرحية (Corpus Christi) و هو عيد مسيحى أعتقد أنه يعنى ما يسمى بخميس العهد..... و فى هذه المسرحية تناول فيها حياة اليسوع و تلاميذه على أنهم حفنة من الشاذين جنسياً تربطهم جميعاً علاقات مشبوهة.... و قد تلقى المؤلف تهديدات بالقتل من الشيخ عمر بكرى قاضى الشريعة بالمملكة المتحدة.... إذ نحن نغار على مسيحنا أكثر منهم..... لكن لا بد فى البداية هنا من التفرقة بين المسيح الحق الذى نحبه و نحترمه و نقدسه نحن المسلمون... و بين الإله المسخ المشوه (اليسوع) الذى يُطلق عليه الصليبيون (سميتهم كذلك لأنهم لا يستحقون لا لقب النصارى الموحدين و لا لقب المسيحيين الذى يطلقونه على أنفسهم زوراً و بهتاناً).... و أتذكر أحد علماء الأزهر جمعه لقاء بالأب يؤانس الأسقف فى الكنيسة القبطية المصرية.... و تطرق الأزهرى إلى السيد المسيح و أن المسلمين يحبونه و يجلونه تماماً مثل أتباعه من المسيحيين.... فقاطعه يؤانس و قال أننا نتكلم عن شخصين مختلفين.... مسيحكم النبى غير مسيحنا الإله! و نتذكر جميعاً ذلك المشهد العبقرى فى فيلم (واإسلاماه) عندما صعد المُظفر قطز (أحمد مظهر) التلة التى كانت تتجمع فيها الجيوش الصليبية المتبقية بعد معركة المنصورة.... و هو يتهيئون لنصرة المغول على المسلمين فى معركة عين جالوت الظافرة..... و نتذكر كلمات قطز للقائد الصليبى (أدعو الله أن يهيئ لكم من أمركم رشداً)... و يرد عليه الصليبى بكل وقاحة (الله! بتاع مين؟!).... فيرد قطز بكل عزة و إيمان: ( الله أحد. الله الصمد. لم يلد. و لم يولد. و لم يكن له كفواً أحد).... فبهت الذى كفر.... و لهذا أرجو أن يكون واضحاً فى أذهانكم أننى أتكلم عن اليسوع الصليبى و ليس عن المسيح المسلم و البشير بمحمد عليه الصلاة و السلام. يوجد فيما يسمى بالكتاب المقدس أدلة على أن السلوك الجنسى لليسوع كان بإتجاه الذكور أكثر من ناحية الإناث!. بالرغم من أنه لا يوجد نص واضح فى الأناجيل يبين أن اليسوع كان يحس بالرغبة الجنسية سواء ناحية ألذكور أو الإناث. و لكن بالمقارنة بما هو وارد فى الأناجيل مع مفاهيم العصر الحديث فى العلاقة الجنسية, سواء العادية أو المثلية, سوف نجد بوضوح أن اليسوع كان أقرب إلى أن يكون مثّلياً.... و من يتسمون بتلك الصفات التى سيأتى ذكرها فى الأناجيل... يثار حولهم الشك اليوم فى أنهم مثليين أو شاذين.... أو كما يُطلق عليهم فى الغرب (المرحين gay). بمعنى آخر... لو كان هناك أشخاص بصفات اليسوع (كما وردت فى الأناجيل) فى الغرب المسيحى منذ فترة بسيطة و لتكن حتى أواخر القرن الماضى- العشرين - (إذ أن القرن الجديد يبدو أكثر إنحلالاً و ضياعاً من القرن الذى سبقه).... لكان قد نُبذ من المجتمع بأسره... و لربما صٌلب مرة أخرى.... و لكن التهمة هذه المرة ستكون الشذوذ الجنسى! و يمكن الإستدلال على ذلك من: 1- اليسوع كان ذو أخلاق أو طبيعة أقرب إلى الأنوثة الرقيقة منها إلى الذكورة التى تميل إلى حد ما إلى العنف!.... و الذكور الذين يتسمون بتلك الصفات كما وردت بالأناجيل نُطلق عليهم لقب الدلوعة أو سوسو أو فافى أو المخنث. 2- كان اليسوع يتباسط و يأكل و يحضر الولائم التى يقيمها الخطائين من العاهرات و ربما الشواذ.... هل لو فعلها أحد فى وقتنا الحالى ماذا يمكن أن يقال عنه؟ 3- اليسوع و أتباعه كانوا يُقبلون بعضهم الآخر: فَلِلْوَقْتِ تَقَدَّمَ إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ: «السَّلاَمُ يَا سَيِّدِي!» وَقَبَّلَهُ (متى 26 – 49) نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة 4- كان يأخذ أحد تلاميذه (يحبه) فى أحضانه: "وَكَانَ مُتَّكِئاً فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تلاَمِيذِهِ كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ." (يوحنا 13 – 23). و كما فسر القس بيتر ميرفى هذا الإتكاء :) بأنه فى منطقة البحر المتوسط قديماً... و منها اليونان.... كان الناس يأكلون على ما يشبه الطبلية المصرية ... أو مائدة قليلة الإرتفاع بحيث يجلسون جميعهم على الأرض...و لكى يتكئ التلميذ على صدر المسيح عند الجلوس للمائدة... لا يمكن هذا إذا ما كانوا جالسين على الكراسى...بل لا بد أن اليسوع كان متكئاً للخلف حتى يمكن لهذا التلميذ أن يتكئ بدوره على صدر المسيح (أتحرج من ذكر باقى الكلام)! نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة 5- فى حادثة الصلب (يوحنا 19: 26): فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً قَالَ لِأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ هُوَذَا ابْنُكِ»..... لقد كان اليسوع يحب أتباعه جميعاً... فلم خص هذا الفتى بالحب فى أنفاسه الأخيرة؟.و طبقاً لأقوال القس بيتر ميرفى (http://kspark.kaist.ac.kr/Jesus/Jesus%20Sexuality.htm) فأن إنجيل يوحنا كُتب باليونانية و الجمهور المستهدف أساساً بهذا الإنجيل هو الجمهور اليونانى.... و فى اليونان القديمة لم يكن الشذوذ الجنسى من الأشياء التى يستحى المرء منها.... و بالتالى يمكن تفسير كلمة الحب بين رجلين و الإتكاء على الصدر كما ورد فى يوحنا أنه حب جنسى بين رجلين! 6- مرقس (14: 51-52): "فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا. وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِساً إِزَاراً عَلَى عُرْيِهِ فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ. فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَاناً". و علق عليه القس بيتر ميرفى http://kspark.kaist.ac.kr/Jesus/Jesus%20Sexuality.htm بأنه لا يجد تفسيراً لكون هذا الفتى يلبس رداءاً خفيفاً بهذا الشكل بحيث يمكن سحبه و جعله عرياناً... و لكن فيما يبدو فأن هناك شيئاً خاصاً كان بين اليسوع و بين الشباب صغار السن (هذا الشاب الغير محدد و يوحنا و أليعازر الذى سيأتى ذكره!) 7- حينما إجتمع مُجمع نيقية عام 318 برعاية الإمبراطور الرومانى قنسطنطين... أقر الأناجيل القانونية المسموح للمسيحيين بقراءتها و التعبد بها و أصدر الأوامر بحذف باقى الأناجيل الغير قانونية.... و هذا المجمع أيضاً هو الذى أقر حذف أو تعديل بعض المقاطع فى الأناجيل التى سماها بالأناجيل القانونية.... و يكشف عن هذا ما إكتشفه العالم اللاهوتى مورتون سميث فى عام 1958 فى دير مارى سابا جنوب شرق القدس بينما كان يقوم بفهرسة المكتبة الخاصة بالدير... كان يتفحص كتاباً يعود إلى القرن السابع عشر يتحدث عن كتبات أجناتيوس الأنطاكى.... فوجد أن هناك فى آخر ثلاث صفحات من الكتاب يوجد نسخ باليونانية لخطاب ....و بدأت الكتابة بتلك العبارات " من الخطابات الموجهة من المقدس كليمنت , مؤلف كتاب الستروماتيس إلى ثيودور"..... و الخطابً مكتوبً لشخص يُدعى ثيودور من كليمنت السكندرى (150 – 213 م.... و هو كان سكندرى الأصل و هاجر إلى القدس فى عهد محاكمات القيصر سبتيميوس سيفيرس التى أقامها للمسيحيين فى عام 203 ميلادية.... و قد أصبح أسقفاً للقدس حيث كتب هذا الخطاب)..... فى هذا الخطاب يذكر الكاتب كليمنت معلومات عن ما يسمى بالإنجيل السرى لمرقس .... و يقوم كاتب الخطاب بسرد مقطعين كاملين من هذا الإنجيل و يشير الكاتب إلى وجود الكتاب كاملاً بكنيسة الأسكندرية و لكن الكنيسة تخفيه...و من هذا الكلام يتضح أن إنجيل مرقس بوجه الخصوص كان موجوداً على ثلاثة أشكال فى الحقبات الأولى للمسيحية: • نسخة مختصرة أو مٌنقحة للعوام و المؤمنين الجدد بالمسيحية. و هى نسخة عدد فيها مُرقس أعمال الرب اليسوعى كما وردت إليه على لسان بطرس عندما كانوا معاً فى روما. • نسخة كاملة.... و خصصه المجمع للمتبحرين فى المعرفة اللاهوتية. و هى نسخة زاد عليها مرقس عندما جاء إلى الأسكندرية • النسخة الكاربوكراتسية نسبة إلى كاربوكراتس الذى أسس جماعة كاربوكراتس المسيحية و قام بتزوير للنسخ الكاملة و قام بالدعاية لها على أنها النسخ الأصلية للإنجيل و هى النسخ التى كان يتداولها المُهرطقين خلال القرن الثانى و تدعو إلى الإباحية الجنسية ضمن ما تدعو له. و من هذا الخطاب يتضح أن المُجمع فى نيقية أقر النُسخ المُنقحة من الأناجيل و إبتعد عن النسخ الكاملة أو النسخ المزيفة لمنع حدوث البلبلة بين المؤمنين المسيحيين الجدد. و قد تم إبادة تلك النسخ الأخرى إلى أن أعيد إكتشافها فى أربعينيات القرن العشرين على يد إثنين من الفلاحين المصريين فيما يسمى ببرديات نجع حمادى و اللتى تحتوى على عدد كبير من الأناجيل المُحرمة مثل إنجيل مريم و إنجيل توماس.... و كذلك إكتشاف مورتون سميث لهذا الخطاب. و هذا الخطاب يوضح... بل و يفسر ما جاء فى إنجيل مرقس (14: 51-52).... و كذلك يبدو لأى مدقق أن هناك مقطعاً محذوفاً من مرقس (10: 46)...." وَجَاءُوا إِلَى أَرِيحَا. وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحَا مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٍ غَفِيرٍ كَانَ بَارْتِيمَاوُسُ الأَعْمَى ابْنُ تِيمَاوُسَ جَالِساً عَلَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي." إذ أن الإنجيل يقفز فى لفظة واحدة بين مجئ اليسوع إلى أريحا ثم خروجه منها.... دون التطرق إلى ما حدث بالبلدة!... هل دخل اليسوع أريحا من باب و خرج منه ثانية دون أن يفعل شيئاً؟.... هل كان فى رحلة سياحية ليتفرج على المدينة؟ و لم يقابل أحداً و لم يعظ أحداً و لم يفعل شيئاً؟. و إذا كانت تلك الرحلة إلى مدينة أريحا غير مهمة.... فلماذا تم ذكرها أصلاً؟.... و هذه الثغرات يملأها هذا الخطاب المخفى و الذى يتناول ما يسمى بأنجيل مرقس السرى.... و لكن لماذا تم إخفاؤه.... هذا ما سنعرفه بعد قراءة الخطاب: رسالة كلمنت الى ثيودور : إلى ثيودور: لقد فعلت حسنا في اسكات التعاليم الرديئة للكاربوكرات. لأنهم مثل "النجوم التائهة " المشار اليها في النبوءة , الذين يضلون عن الصراط المستقيم المُحدد بالوصايا الى قعر الخطيئة الجسدية اللانهائية .ففى الوقت الذى يتباهون فيه بالمعرفة عن خفايا الشيطان ,كما يدّعون, فأنهم لا يعلمون انهم يطردون انفسهم بعيدا الى "غياهب و ظُلمات الضلال". وبإدعائهم انهم احرار, فهم فى الحقيقة عبيد اذلاء لرغبات الجسد. فمثل هؤلاء البشر يجب مقاومتهم جميعهم بشتى الطرق. لأنهم حتى لو قالوا شيئا صحيحا , فان من يحب الحقيقة لا يجب عليه ان يتفق معهم. لأن ليس كل الأشياء الصحيحة تعنى الحقيقة , ولا يجب حتى تفضيل الحقيقة التي قد تبدو حقيقية فى عيون الإنسان على الحقيقية البحتة حسب الإيمان. الآن بالنسبة للأشياء التي يقولونها باستمرار عن انجيل مرقص الموحى به من الله. بعضها مزيف, والبعض الآخر حتى لو حوى بعض الحقيقة . فهي على أية حال لم تقدم بالشكل الصحيح. لأن الأمور الحقيقية عندما يتم خلطها مع تلك مع المزيفة فهى فى النهاية تُعتبر مزيفة و تصبح كما يقول المثل: " كالملح الذى يفقد طعمه". بالنسبة لمرقص , فخلال اقامة بطرس في روما فقد كتب وصفاً لإعمال الرب. و لكنه , على أية حال لم يذكر كل الأعمال , ولا حتى لمّح للأعمال السرية , لكنه اختار ما كان يعتقد ان له فائدة فى تقوية ايمان الذين كانوا يتلقون الإيمان. لكن حين مات بطرس شهيدا . جاء مرقص الى الاسكندرية , حاملاً معه خواطره وملاحظاته و كذلك تلك الخاصة ببطرس , قام ( مرقص ) بنقل بعض الأشياء المناسبة من تلك الخواطر و الملاحظات إلى كتابه الذى سبق أن كتبه, تلك التي قد تفيد في التقدم نحو المعرفة. وهكذا ألف انجيلا اكثر روحانية ليستخدمه من يبغى الكمال. لكنه على أية حال لم يتطرق إلى الأمور التي لا يجب النقاش فيها, و كذلك لم يكتب عن تعاليم الرب السرية الخاصة بالتفسيرات اللاهوتية. ولكنه زاد على القصص التي كان قد كتبها سلفاً , وبالإضافة الى ذلك , فأنه كمفسر لاهوتى تطرق إلى أمثلة محددة يعرف ان سبر أغوارها سيقود من يتلقاها الى الحقيقة المخفية من وراء سبعة حجُب. لذلك , و في الخلاصة , فلقد اعد تلك الأمور, دونما إكراه أو إهمال حسب رأيي . و حين شارف على الموت , ترك مؤلفاته للكنيسة في الاسكندرية , حيث يتم حراستها بعناية كبيرة . وتُقرأ فقط لمن يتم إعدادهم لتلقى الأسرار العظيمة. لكن بما ان الشياطين الشريرة تخطط دائما لتدمير الجنس البشري, فان كاربوكراتس, بتأثير من تلك الشياطين وباستخدام أساليب الخداع ,تمكن من السيطرة على أحد قساوسة الكنيسة بالإسكندرية وحصل منه على نسخة من الانجيل السري, و الذى قام بتفسيره طبقاً لعقيدته الكافرة التى تقدس الجسد , علاوة على ذلك ,قام بخلط الكلمات النقية والمقدسة بأكاذيب مخزية. ومن هذا الخليط خرج بتعاليم (الكاربوكراتية). وبالنسبة لهم فكما قد قلت فيما سبق , لا يجب ان نفسح لهم المجال; و حتى حين يقدمون أدلتهم الكاذبة , فلا يجب أبداً ان نعترف ان هذا الإنجيل السري قد كتبه مرقص, و يجب ان ننكره حتى تحت القسم . ذلك لأنه لا يجب لكل الناس أن يعرفوا كل الحقيقة. و لهذا السبب فان حكمة الله لسليمان تقول " اجب الاحمق بما يساوى حماقته " تبرهن على أن نور الحقيقة يجب ان إخفاءه عن العقول الضالة التى لا يمكنها أن ترى تلك الحقيقة. و مرة اخرى تقول ( الحكمة الإلهية ) , " سوف تُحجب الحقيقة عن كل من لا يمتلك عقلاً " و كذلك " دع الاحمق يمشي في الظلام " . و لكننا نحن " ابناء النور "تنورت أذهاننا عن طريق نور الروح الإلهية من الآتية من السماء. و حين تحل روح الله فيك فأنها تهتف " لقد أصبحت حراً" و " الأنقياء فقط هم الذين يستحقون الأشياء النقية". و هكذا يا ثيودور , سوف لن اتردد في الإجابة عن أسئلتك التي سألتها , لأدحض تلك الاكاذيب بكلمات الانجيل ذاته, على سبيل المثال: " بعد " وَكَانُوا فِي الطَّرِيقِ صَاعِدِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ " (مرقس 10: 32).....وما بعدها , حتى " وبعد ثلاثة ايام سوف يقوم " (مرقس 8: 31): يذكر الإنجيل السري هذا المقطع كلمة بكلمة: ( وجاءوا الى قرية (بيت عَنْيَا ) وإذا بامرأة قد مات اخيها كانت هناك. وجاءت وسجدت ليسوع قائلة له " يا ابن داود,ارحمني ". فانتهرها التلاميذ.فغضب يسوع منهم وذهب معها الى الحديقة حيث كان القبر. وفي الحال سُمع صوت بكاء عالي من داخل القبر. فدحرج يسوع الصخرة من امام القبر. و دخل حيث كان الشاب فمد يسوع يده وأقامه. فنظر الشاب اليه ( الى يسوع ) , وأحبه وتوسل إليه أن يبقى معه. ثم خرجا من القبر, و ذهبوا الى بيت الشاب, لأنه كان غنياً. ومرت ستة ايام قضاها يسوع. و أعطاه التعليمات بما يجب عليه أن يفعله, وفي المساء جاء اليه الشاب لا يرتدى شيئاً سوى ثوب خفيف من الكتان فوق جسده العاري. و بقى معه تلك الليلة كى يُعلمه يسوع اسرار الملكوت الإلهى .و حين استيقظ يسوع , عاد الى الجانب الآخر من نهر الأردن. وهذه الكلمات تتبع النص , " و وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا " (مرقس : 10:35) إلى آخر هذا المقطع . لكن " رجل عاري مع رجل عاري " والأشياء الاخرى التي كتبت عنها لي , ليست موجودة. وبعد الكلمات "وجاءوا الى أريحا" (مرقس 10 : 46), يضيف الانجيل السري فقط ," وأخت الشاب الذي احبه يسوع كانت هناك , مع امه و سالومه , لكن يسوع لم يستقبلهم " لكن اشياء كثيرة مما أتيت على ذكرها يبدو لى أنها و بالفعل مجرد أكاذيب. و هذه هى الحقيقة طبقاً للتفسير الصحيح الجزء الأول يملأ الثغرة فى إنجيل مرقس بين (10: 34) و (10: 35) فهو يصف حدث مماثل لإحياء أليعازر فى إنجيل يوحنا (11: 1- 45)..... و هنا يتحدث إنجيل مرقس السرى أن هناك رجلاً فى بيت عانى قد مات. و أتت أخته و إستعطفت اليسوع أن يرحمها بإحياء أخيها.... و فى هذه اللحظة يستمع الجميع إلى صوت آت من القبر.... و يدحرج اليسوع الحجر الذى يسد مدخل القبر و يدخل و يمد يده لكى يقوم أخو تلك السيدة من رقدته..... و بعدها تأتى عبارة غريبة لا محل لها فى السياق " فنظر الشاب اليه ( الى يسوع ) , وأحبه وتوسل إليه أن يبقى معه".... و بعد ستة أيام.... أعطاه يسوع أمراً ما يجب أن يفعله.... و لما حل المساء أتاه ذلك الشاب.... لا يرتدى سوى رداء من الكتان يستر جسده العارى.... و قضى اليل مع اليسوع الذى لقنه أسرار مملكة الرب!... ثم بعد ذلك ينطلق اليسوع إلى الضفة الغربية من نهر الأردن!. و فى المقطع الثانى يتحدث كليمنت عن الفتى الذى أحبه اليسوع الذى قدم إليه مع أمه و سالومه..... و بتحليل تلك العبارات... يبدو أن المقصود هو شخص واحد فى المقطعين.... و ربما كان ذلك الشاب هو نفسه الذى هرب عارياً عندما داهمهم الحراس فى حديقة جَثْسَيْمَانِي فى مرقس (14: 51 – 52).... و لربما كان نفسه الفتى الذى إلتقى المريمتان و سالومه عند زيارتهم لقبر اليسوع فى مرقس (16 : 5).... و لتفسير تلك المقاطع هناك إتجاهان: 1- بعض المفسرين إستقروا أن معنى الرجل العارى أنه هو و اليسوع كانوا يستعدون لعملية التعميد حيث كان فى بدء المسيحية يقف القائم بالتعميد أو الكاهن و من يتم تعميده الإثنان عاريان أثناء عملية التعميد! و لكن هذا الإتجاه تدحضه ثلاث شواهد: • إخفاء الكنيسة لهذا الجزء و حذفه و كذلك إنكار كليمنت له و إعتباره أنه لا يصح ذكره و تأييده لعملية الحذف باعتباره يُمثل فضيحة • المعنى الحرفى المفهوم و الذى يأتى لعقل أى شخص سوىّ عند ذكر عبارتى (رجل عارى مع رجل عارى) و (الذى أحبه اليسوع) و التأكيد على كلمة الحب فى تلك العبارة..... هو العلاقة الشاذة بين اليسوع و هذا الرجل....ألم يكن اليسوع يحب تلاميذه كلهم رجالاً و نساءاً؟ • كانت هناك فى بداية المسيحية بعض الطوائف و منها الكاربوكراتيين... تستخدم العلاقات الجنسية كنوع من التوحد مع الذات الإلهية!... و كنوع من التحرر من الشريعة الموسوية... و لابد أن تلك الطوائف كانت لها التبريرات الدينية المقنعة لكى تقوم بذلك.... و يُستشف من كلام كليمنت أن بعض الأشياء قد تم حذفها من إنجيل مرقس... و أنه قام بالرد فقط على المقاطع التى جاءت فى خطاب ثيودور..... و بالتالى فلابد أن هناك مقاطع أخرى تم حذفها لم يأت كليمنت على ذكرها على غرار (دع الفتنة نائمة!).... 2- الإتجاه الثانى و يتبناه مورتون سميث (1915 – 1991) و الذى كتب كتابين عن الإنجيل السرى لمرقس.... يعتقد الكاتب أن اليسوع و هذا الرجل كانا بالفعل يمارسان اللواط أثناء تلك الليلة المذكورة فى المقطع الأول.... و هذا يعنى أن اليسوع قد يكون مثلياً أو ثنائياً (له رغبة فى النساء كما للرجال.... بالنظر إلى حكايته المشهورة مع مريم المجدلية!). و يتضح أن الخطاب كان إستجابة من قبّل كليمنت لتساؤل من ثيودور عن الطائفة المسماة بالكاربوكراتيين.... و هى إحدى الطوائف التى نشأت فى البدايات الأولى للمسيحية.... و كانوا يؤمنون بإمكانية تناسخ الأرواح... على عكس الإنتقادات المسيحية التى كانت سائدة فى ذلك الوقت..... و كانوا يعتقدون أنه على المرء أن يمر بعدد من الحيوات على الأرض لكى يمكنه أن يمر بكل التجارب و الأحاسيس و الآلام فى الحياة.... و هذا يتضمن الخبرات الجنسية بما فيها من أحاسيس الذكر و أحاسيس الأنثى و كذلك الأحاسيس المثلية.... و كانت تلك الطائفة شهيرة بتبادل الزوجات بين أعضاء الطائفة. و يذكر الخطاب مقطعاً يقع بين مرقس (10: 32 – 34)... و الذى يتحدث عن تنبؤ اليسوع بموته ثم قيامته.... و بين مرقس (10: 35 – 45)....و الذى يتناول رجاء كل من يعقوب و يوحنا بتفضيل اليسوع لهما! و فى المقطع الثانى .... يضع كليمنت تلك العبارة التى ذكرها مباشرة ضمن العبارات الأولى فى مرقس (10 : 46)... بحيث يُمكن أن يكون النص كالتالى: " وَجَاءُوا إِلَى أَرِيحَا. وأخت الشاب الذي احبه يسوع كانت هناك , مع امه وسالومه , لكن يسوع لم يستقبلهم. وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحَا مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٍ غَفِيرٍ كَانَ بَارْتِيمَاوُسُ الأَعْمَى ابْنُ تِيمَاوُسَ جَالِساً عَلَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي. ثم يتبرأ كليمنت مما جاء غير ذلك فى خطاب ثيودور و يصفه بأنه محض كذب و هرطقة.... أى أن كليمنت يؤمن على هذين المقطعين الذين وردا فى خطاب ثيودور و يُحدد موضعهما فى إنجيل مرقس.....بينما يرفض باقى ما جاء فى الخطاب. و لإثبات أن الخطاب أصلى فعلاً و منسوخ على أوراق ذلك الكتاب قام سميث: 1- تمكن سميث من معرفة إسم الناشر للكتاب الذى يحوى تلك المنسوخ على صفحاته هذا الخطاب.... و يتأكد أنه يعود للقرن السابع عشر.... و قام سميث بتصوير الصفحات المعنية و عرضها على متخصصين فى التاريخ القديم للكتب و أيضاً علماء متخصصين فى الكتابة اليونانية القديمة... فأجمعوا على أن الخط و طريقة الكتابة تطابق القرن الثامن عشر أو التاسع عشر.... فالكتابة قديمة بالفعل! 2- بمقارنة الأسلوب بأسلوب كليمنت ... و الذى له مؤلفات عديدة فى المكتبة المسيحية القديمة و كلها باللغة اليونانية... ونجد تطابق تام مع نفس الأسلوب. 3- بمقارنة ما ذكره كليمنت من مقاطع موجودة بالإنجيل السرى لمرقس مع أسلوب مرقس فى إنجيله... وجد تطابق شبه تام... و بشهادة علماء لاهوتيين كبار!. و يدعى كليمنت أن إنجيل مرقس الأساسى هو النسخة القانونية المُعترف بها من الكنيسة.... و أن مرقس قد أضاف إليها إضافات أثناء تواجده بالأسكندرية....لتضيف بعض المعرف للخاصة و ليس عموم المسيحيين...و لكن بالفحص الدقيق للنص يمكن تمييز أن الإنجيل السرى هو فى الحقيقة الإنجيل الأصلى ثم تمت إزالة بعض المقاطع التى وجد المجتمعون فى نيقية أنها لا تناسب عموم الناس و لا يصح إلا للخاصة الإطلاع عليها!... و بالتالى قاموا بحذفها لكى تظهر النسخة المُختصرة (القانونية) إلى الوجود!... و الدليل...فى مرقس (10 : 46)... حيث تم حذف المقطع الثانى بالكامل من النسخة المختصرة...و كذلك فى مرقس (14 : 52)...ذِكر الرجل العارى فى حديقة جيسمانى تبدو غير معقولة لو كانت النسخة المختصرة هى الأصلية بينما أن ذكر المقطع الأول من خطاب كليمنت عن الإنجيل السرى قبل تلك الفقرة تعطينا فهماً أعمق و تبريراً لوجد مثل هذا الرجل الذى يلبس ثوباً خفيفاً من الكتان. و يتطابق إنجيل مرقس السرى مع قصة يوحنا (الإصحاح 11 و 12) و هى قصة إقامة أليعازر من الموت. و منها يتضح أن الفتى المقصود فى مرقس السرى هو أليعازر.... و هو الفتى شبه العارى المقصود فى كل ما سبق أن أشرنا إليه. 8- يسوق بعض الشواذ فى صفحاتهم على الشبكة تلك التفسيرات من الكتاب المقدس: http://rainbowallianceopenfaith.home...sProGay01.html مرقس (7: 13 - 15): "مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُون. ثُمَّ دَعَا كُلَّ الْجَمْعِ وَقَالَ لَهُمُ: «اسْمَعُوا مِنِّي كُلُّكُمْ وَافْهَمُوا. لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ خَارِجِ الإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ فِيهِ يَقْدِرُ أَنْ يُنَجِّسَهُ لَكِنَّ الأَشْيَاءَ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْهُ هِيَ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ". يكتب ج. ريتشاردز أنه علينا مقارنة حال الشواذ مع تلك العبارات.... هل الشذوذ يتضمن دخول شيئ ما للإنسان من الخارج....الإجابة هى :نعم بالطبع....و بالتالى فهى لا تنجسه! و هى بالضرورة ليست خطيئة.... و إذا كان لدى أحد ما يمكن أن يدحض به هذا القول من الكتاب المقدس.... فهو مخطئ... فاليسوع كان صادقاً و يعرف ما يقوله جيداً! فى مرقس (7 : 1- 13) يتهم الفريسيين اليسوع بأن تلاميذه لا يتبعون تقاليد الشيوخ.... و هنا بدأ اليسوع فى توبيخهم و بدأ فى ضرب الأمثلة و يتهمهم بأنهم أبطلوا كلام الله بتقليدهم الأعمى!. ثم يأتى إلى الفقرة التى سبق و أن أشرنا إليها (7 : 13 – 15)... عندما يضع اليسوع مقياساً يمكن الحكم على الخطائين من خلاله... ثم فى مرقس (7 : 16 – 23) يوبخ اليسوع التلاميذ على شكهم فى كلامه و يؤكد لهم أنه يعنى كل ما يقوله! 9- كتب مايكل كيلى : http://kspark.kaist.ac.kr/Jesus/gayjesus.htm عن تعامل اليسوع مع المثليين فى متى (8 : 5 -13): " ولما دخل يسوع كفر ناحوم جاء اليه قائد مئة يطلب اليه 6 ويقول يا سيد غلامي مطروح في البيت مفلوجا متعذبا جدا. 7 فقال له يسوع انا آتي واشفيه. 8 فأجاب قائد المئة وقال يا سيد لست مستحقا ان تدخل تحت سقفي.لكن قل كلمة فقط فيبرأ غلامي. 9 لأني انا ايضا انسان تحت سلطان.لي جند تحت يدي.اقول لهذا اذهب فيذهب ولآخر ائت فيأتي ولعبدي افعل هذا فيفعل. 10 فلما سمع يسوع تعجب وقال للذين يتبعون.الحق اقول لكم لم اجد ولا في اسرائيل ايمانا بمقدار هذا. 11 وأقول لكم ان كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع ابراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت السموات. 12 وأما بنو الملكوت فيطرحون الى الظلمة الخارجية.هناك يكون البكاء وصرير الاسنان. 13 ثم قال يسوع لقائد المئة اذهب وكما آمنت ليكن لك.فبرأ غلامه في تلك الساعة" و لوقا (7 : 1 - 10): " 1 ولما اكمل اقواله كلها في مسامع الشعب دخل كفر ناحوم. 2 وكان عبد لقائد مئة مريضا مشرفا على الموت وكان عزيزا عنده. 3 فلما سمع عن يسوع ارسل اليه شيوخ اليهود يسأله ان يأتي ويشفي عبده. 4 فلما جاءوا الى يسوع طلبوا اليه باجتهاد قائلين انه مستحق ان يفعل له هذا. 5 لأنه يحب امتنا وهو بنى لنا المجمع. 6 فذهب يسوع معهم.وإذ كان غير بعيد عن البيت ارسل اليه قائد المئة اصدقاء يقول له يا سيد لا تتعب.لأني لست مستحقا ان تدخل تحت سقفي. 7 لذلك لم احسب نفسي اهلا ان آتي اليك.لكن قل كلمة فيبرأ غلامي. 8 لأني انا ايضا انسان مرتّب تحت سلطان.لي جند تحت يدي.وأقول لهذا اذهب فيذهب ولآخر ائت فيأتي ولعبدي افعل هذا فيفعل. 9 ولما سمع يسوع هذا تعجب منه والتفت الى الجمع الذي يتبعه وقال اقول لكم لم اجد ولا في اسرائيل ايمانا بمقدار هذا. 10 ورجع المرسلون الى البيت فوجدوا العبد المريض قد صح" فقد طلب منه القائد الرومانى أن يُشفى تلميذه المشارف على الموت.... و يخبرنا علماء التاريخ فى هذا الوقت و كذلك علماء المخطوطات أن القادة الرومان لم يكن مصرحاً لهم بالزواج أثناء خدمتهم فى الجيش الرومانى.... و كانوا عادة ما يتخذوا خليلات أو خدم من الشبان ليكون خادم و أيضا شريك جنسى!...و كانت هذه العادة منتشرة فى الوسط الإغريقى الرومانى فى ذلك الوقت و لم تكن هناك أية شبهة أو سُبة فيها....و كانت فى بعض الأحيان تتوطد العلاقة بين السيد و الخادم إلى أن تصل إلى علاقة حب جنسى حقيقى!...و هكذا وافق اليسوع على التطوع للذهاب لشفاء الغلام... و لكن القائد قال أنه لا يستحق دخول هذا المُعالج اليهودى الجوال إلى بيته و رجاه أن يتفوه بالألفاظ الشافية فقط...فأجابه اليسوع.... ثم يختتم المقطع بأنه لم يجد مثل الإيمان فى بنى إسرائيل!... و هكذا فى موقف مثل هذا لم يُبد اليسوع إمتعاضه من تلك العلاقة المثلية... بل وصفها بالإيمان الذى لم يجده فى مكان آخر! 10- هناك إختلاف واضح بين العهدين القديم و الجدي بخصوص موضوع الجنس و خاصة تلك الخاصة باليسوع.... بينما نجد العهد القديم يتناول الجنس بصراحة قد تبدو فجة فى بعض الأحيان... نجد أن العهد الجديد يبدو صامتاً تجاه هذا الموضوع... و يمكن تصور أن العهد الجديد كان يحتوى على المزيد من الموضوعات التى تتعلق بالجنس.... مثله مثل العهد القديم.... و لكن تم التلاعب فيها و حذفها... لأن المُجتمعون سواء فى نيقية أو فى غيرها... قرروا أنه ليس مناسب للعوام...تماماً كما فعلوا فى إنجيل مرقس السرى! 11- الآباء الذين حذفوا تلك المقاطع من مرقس كانوا يعلمون جيداً أن تلك النصوص سوف تُفهم على شكل لا يودونه هم!.... • أولاً أنها تصور اليسوع كآدمى له غرائز مثل كل البشر و له علاقات مع النساء أو الرجال مثله مثل كل أنبياء العهد القديم.... و ليس كما حاولوا هم أن يصوروه على أنه إبن الله أو الله المتجسد. فكلمة المسيح تعنى القائد أو المعلم و لا تعنى شيئاً إلهياً على الإطلاق.... كلمة إبن الله أو أبناء الله أطلقها العهد القديم على الصالحين أو المُختارين من بنى إسرائيل.... و كذلك فى الأساطير الإغريقية الرومانية القديمة... فالكثير من الأبطال كانوا يُعتبرون أبناءاً للآلهة مثل هرقل و الإسكندر الأكبر . و مرقس ربما كان أول كاتب للأناجيل و تلاه ... بل و إقتبس منه الذين كتبوا كل من أناجيل متى و لوقا... و جنحوا إلى إضفاء المزيد من العظمة و الفخامة على شخص اليسوع...فمرقس يكتب أن اليسوع لم يتم الكشف له عن الخفايا الإلهية العظمى إلا بعد أن إصطفاه الله... ذلك بعد أن خرج من الماء و رأى الروح القدس و هى تأتيه و تحط عليه فى شكل حمامة بيضاء : (مرقس 1 : 9 : 11) " 9 وفي تلك الايام جاء يسوع من ناصرة الجليل واعتمد من يوحنا في الاردن. 10 وللوقت وهو صاعد من الماء رأى السموات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلا عليه. 11 وكان صوت من السموات.انت ابني الحبيب الذي به سررت". و إذا كان اليسوع إلهياً فى الأصل.... فلم كان هذا الإختيار فى هذا الوقت بالذات؟... و إذا كان هو إبن الله بالفعل... مالحاجة بالإله الأب أن يخبر إبنه بهذا؟.... و هو كان معه فى السماء من وقت قريب.... أم ياترى نسى اليسوع أنه إبن الله؟.... إلا إذا كانت كلمة إبن الله تعنى المُختار أو الصالح... و هذا هو الأقرب للصواب...و كذلك كلمة الرب فى الأرامية ... التى هى من المفترض أنها لغة اليسوع و أتباعه..... فهى تعنى معانى متعددة من السيد المُحترم حتى الإله و ما بينهما ... و هو كثير! • و بالتالى أصر الآباء الكهنة الأوائل المؤسسون للإيمان الصليبى على إلغاء كل ما يمكن إتخاذه ذريعة على دنيوية اليسوع... و أبقوا على ما يعتقدون أنه يثبت الجزء الإلهى فقط... و هو عكس ما يمكن فهمه من إنجيل مرقس السرى!.... قد يمكن فهم ما جاء فى إنجيل مرقس أن اليسوع كان يُعمد الشبان الذين تبعوه ... و ربما كانت من ضمن الإجراءات... لأن الإثنين فى هذه الحالة يكونان عاريان..... بعض العلاقات الجنسية.... هذا كان يُعتبر شيئاً عادياً بالنسبة للحضارة الرومانية الإغريقية و التى كانت متواجدة لقرون عدة قبل مولد اليسوع (حوالى ثلاثة قرون).... و بينما هذا الأمر مرفوض فى العرف اليهودى (الرعية)... فهو مسموح به فى العرف الرومانى (الحكام). و مرقص الذى نتحدث عنه ليس مرقس الحوارى بل إنه شخص يتقن اليونانية و مسيحى ذو أصول يهودية و ربما كان يعيش فى سوريا حوالى عام 70 ميلادية و ربما كان متشرباً بالثقافة اليونانية التى لا ترى غضاضة فى العلاقات المثلية.... و أيضاً كنوع من التمرد على الشريعة الموسوية التى إنتقدها اليسوع كما سبق!.... و نستخلص أن آباء المسيحية الأوائل كانوا أقرب للمفاهيم اليهودية التى تُحرم العلاقات المثلية... بينما كان مرقس أقرب للمفاهيم اليونانية التى لا تعتبرها من الذنوب أو النقائص. رابط
The Sexuality of JesusBy Reverend Peter Murphy